للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأعرق في منمى الحضارة موضعاً ... وأطول باعاً يقلق الهام دمه

ودوخ مغزاها الأقاليم سبعة ... وتاخمها من سد يا جوج رَدْمُه

ويقول في الأمم الغربية:

هم غرسوا دوح التمدن فرعه الر ... ياضي والعلم الطبيعي جذمه

أيجمل يا أهل الحفيظة أنهم ... يبزوننا علماً لنا كان فخمه

ويقول:

لقد قتلوا دنيا الحياتين خبرة ... فمن لم يساهمهم فقد طاش سهمُه

ومن نبغاء ذلك العهد: الأستاذ الشيخ أحمد بن أبي الضياف، تولى رياسة الديوان بالوزارة الكبرى، وكان الأمير أحمد باي قد جعل اللسان الرسمي للدولة اللغة العربية بعد أن كانت المراسلات تحرر باللسان التركي، فأخذ الشيخ ابن أبي الضياف ينسج في رسائل الدولة على طرز لسان الدين ابن الخطيب، وتلاه الشيخ محمد العزيز بوعتور في رياسة الديوان، وكان كاتباً بليغاً، فصارت مخاطبات الحكومة ببراعة هذين الأستاذين ومن ينحو نحوهما تحرر بأقلام راقية.

* إدارة المعهد الزيتوني:

يتولى إدارة شؤون ذلك المعهد أربعة من الشيوخ، وهم: رئيس الإفتاء الحنفي، ورئيس الإفتاء المالكي، والقاضي الحنفي، والقاضي المالكي، ويسمى هؤلاء الشيوخ من جهة نظرهم في شؤون المعهد: "المشايخ النظّار"، ويرأس المجلس شيخ الإسلام الحنفي، واكتسب الحنفية التقدم على المالكية في المواطن الرسمية؛ حيث إن أمراء الدولة الحسينية القائمة لهذا العهد