للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وَسَلاماً مِنْ بَعيدٍ كُلَّما ... عَزَّ إلقاءُ سَلامي مِنْ قَريبِ

محمّد الخضر حسين

القاهرة سنة ١٣٤٠ هـ


= في جو شعر العرب حلق راسماً ... أسمى عروس شعور تلك الأنفس
وعلى اتساع خيالهم وسموِّه ... لم يبق في آفاقه من حندس
فبدا خيال الشعر لي ببيانه ... كالجسم موصوفاً برأي مهندس
بل كاد من روح البيان يقول لي ... أنا جوهر فانظر إليَّ أو المس
يسلو الأديب على نزاهته به ... عن مطربيه وعن شموس الأكؤس
ويكاد يغريه انسجام حديثه ... بالزهد في إستبرق أو سندس
وكأن كل صحيفة من صحفه ... ضمت غذاء الروح للمتلمس
صفحاته تسعون لذ سميرها ... فيها مسامرة الخيال الكيس
لم أنتقد إِلا على خطأٍ جرى ... في طبعه وخلوه من فهرس
فليحي رب يراعة في شرعها ... حتى الخيال حقوقه لم تبخس
دهر يجود به لعمري محسن ... فعلام يوصم بالبخيل وبالمُسي