للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هَلُمَّ نُعِدْ بها عَهْداً مَليئاً ... بِما نَهْواهُ مِنْ عَيْشٍ غَريرِ (١)

أزَيْنَ الْعَابِدينَ لمَحْتَ مِني ... قُصوراً في اللِّقاءِ فَكُنْ عَذيري

أثَرْتَ بِمُهْجَتي ذِكْرى لَيَالٍ ... قَضَيْناها بِدُمَّرَ في حُبورِ (٢)

تِملَّيْنا سُلافَ الأنْسِ صِرْفاً ... وَلا قَدَحٌ سِوَى أدَبِ السَّميرِ (٣)

مَضى عَهْدُ الشَّبيبَةِ في صَفاءٍ ... وَرَنَّقَ كَأْسَنا عَهْدُ الْقَتيرِ (٤)

يَضيقُ الباعُ عَنْ هِمَمٍ جِسامٍ ... فَيا وَيْلي مِنَ الْباعِ الْقَصيرِ

وفَلَّ الدَّهْرُ عَزْماً كانَ يَسْطو ... عَلى الأخْطارِ مَصْقولَ الأثيرِ (٥)

أعِدْ لي يا زَمانُ حُسامَ عَزْمٍ ... يُناهِضُ صَوْلَةَ الخَطْبِ الْعَسيرِ (٦)

وخَلِّ سِوايَ يَسْتَمْتِعْ بِعَيْشٍ ... حَلا بَيْنَ الخَوَرْنَقِ وَالسَّديرِ (٧)

محمّد الخضر حسين

القاهرة سنة ١٣٦٣


(١) غرير: طيب.
(٢) دمر: منتزه جميل في ضاحية غرب مدينة دمشق.
(٣) السلاف: ما سال من عصير العنب قبل أن يعصر. الصرف: الخالص.
(٤) رنَّق: كدّر. القتير: أول ما يظهر من الشيب.
(٥) فلَّ: كسر وهزم. الأثير: وشي السيف وجوهره.
(٦) الحسام: السيف القاطع. الخطيب: الأمر صغر أو عظم.
(٧) الخورنق: موضع في العراق قرب النجف، سكنه بنو إياد، أقام فيه النعمان اللخمي قصراً أشاد بذكره شعراء الجاهلية. السدير: قصر في الحيرة قريب من الخورنق، اتخذه النعمان الأكبر لبعض ملوك العجم.