للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رسالة شعرية إلى محمد الشاذلي خزنه دار (١)

بعث أمير شعراء تونس محمد الشاذلي خزنه دار بتحية شعرية -وهي منشورة في الحاشية- وأجابه الإمام بالقصيدة التالية:

طالَ البَقاءُ وباعُ العَزْمِ في قِصَرِ ... فَما قَضَيْتُ بِهِ لِلْمَجْدِ مِنْ وَطَرِ

أبيتُ سَبْعينَ عاماً والهَوى يَقِظٌ ... أرى بِمرآتِهِ الحَصْباءَ كالدُّرَر (٢)

وحُسْنُ ظَنِّكَ بي وارى نقَائصَ لا ... تَغيبُ عَنْ أَعْيُنِ النُّقَّادِ لِلسِّيَرِ (٣)

وللرِّضا مَنْطِقٌ لَوْ شاءَ صَوَّرَ لي ... وَجْهَ الدَّميمَةِ مَنْحوتاً مِنَ الْقَمَر

ماذا يرى شاعِرُ الخضْراءِ في صِلَةٍ ... شَدَّتْ عُراها يَدٌ مَحْمودَةُ الأثَرِ (٤)


(١) محمد الشاذلي بن محمد المنجي بن مصطفى خزنه دار، أمير شعراء تونس الكبير، وأديب. درس العلوم الحربية في باريس، كما تابع علومه في جامع الزيتونة، وبالخصوص على يد العلامة سالم بوحاجب، قصائده في الوطنيات، ولد وتوفي بتونس (١٢٩٧ - ١٣٧٣ هـ = ١٨٧٩ - ١٩٥٤ م). له ديوان شعر مطبوع - وحياة الشعر وأطواره الحاضرة. طبع بتونس سنة (١٣٣٨ هـ - ١٩٢٠ م).
(٢) سبعون عاماً: إشارة إلى سن صاحب الديوان بتاريخ نظم القصيدة. الحصباء: الحصى، والواحدة حصبة.
(٣) وارى: ستر وأخفى.
(٤) الخضراء: تونس.