للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[رسالة شعرية إلى محمد المأمون النيفر]

" بعث الأديب التونسي الأستاذ محمد المأمون النيفر إلى الإمام بقصيدة -المنشورة في الحاشية- تنم عن عاطفة أدبية رقيقة. وقد أجابه بالقصيدة التالية":

أَهَذي تَحايا الوِدِّ والْبَرَكَاتِ ... أَمِ الرَّوْضُ يُهْدي أَطْيَبَ النَّفَحاتِ؟

وهذا رَقيمٌ لَوْ بَدَوْتُ لَخِلْتُهُ ... وَقَدْ جادَ بالإيناسِ لَحْظَ مَهاةِ (١)

أَجَلْ هُو شِعْرٌ يَحْمِلُ الأُنسَ مِن ربُى ... بلادٍ بِها قَضَّيْتُ صَدْرَ حَياتي (٢)

ذَكَرْتُ ربُى المرْسى الأنيقَةِ والصَّبا ... تُذيعُ شَذا أزْهارِها الْبَهِجاتِ (٣)

وَسامِرَ آدابٍ حِسانٍ كأنَّهُ ... مَراتِعُ ما بالقاعِ مِنْ ظَبَياتِ (٤)


(١) الرقيم: الكتاب. بدوت: خرجت إلى البادية. اللحظ: باطن العين. مهاة: البقرة الوحشية.
(٢) يقصد الشاعر تونس حيث ولد وعاش صدر حياته بها.
(٣) ربى: جمع ربوة: ما ارتفع من الأرض. المرسى: بلدة جميلة في ضواحي العاصمة تونس. الصَّبا: ريح مهبها من مطلع الثريا إلى بنات نعش. تذيع: تظهر.
(٤) السامر: مجلس السمار. المراتع: واحدها المرتع، وهو مكان اللهو. القاع: أرض سهلة مطمئنة انفرجت عنها الجبال والآكام. ظبيات: واحدها الظبية، وهي أنثى الغزال.