للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

* بحث في الحرية:

جاذبني السيد إبراهيم إلى البحث في الحرية، فقلت: الحرية يتطوع بها الرؤساء العادلون إذا عافت نفوسهم استعباد من ولدتهم أمهاتهم أحراراً، وقد تتبرج الأمة في بردها الشريف، حين يستولي عليها الشعور، وتتغلب عليها المعرفة بواجباتها، سنّة الله في سير الأمم؛ فإن العلم والأدب يثبت في نفوسهم أكبر الهمة، وإباية الاضطهاد، ويرفعها إلى مكانة واحترام في نظر الماسكين على أمرهم، فيعتدلون في سياستهم، ويغلّون يد من يعمد إلى جرح عواطفهم؛ محافظة على أن تكون قلوب رعيتهم الواقية ماسكة بطاعتها، راضية عن الإقامة تحت سلطتها.

* نفحة شعرية:

تجولت مع الأديب السيد إبراهيم السيد في بعض بساتين ذات أشجار وأنهار، وما برحنا نتطارح الآداب التي لها مساس بمقام الأشجار، حتى ذكرت له: أني كنت سمعت في دروس بعض أساتذتنا أيام التعلم بيتين، وهما:

عذ بالخمول ولذ بالذل معتصماً ... بالله تنج كما أهل النهى سلموا

فالريح تحطم إن هبت عواصفها ... دوح الثمار وينجو الشيح والرتمُ

فحولتها بعد انتهاء الدرس إلى قولي:

ذر الخمول ولذ بالعز معتصماً ... بالله كي تتوقى جيدك القدم

فالشيخ يحطمه دوس الثعالب إذ ... لم يعل هاماً وينجو الضال والسَّلَمُ

فاهتز لهما قائلاً: تحطيم الرياح، ولا وطئات الثعالب.

* رسالة للشيخ البوسي:

أطلعني من يد الشيخ عبد الرحمن أحد علماء بيروت على رسالة للشيخ