للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

* الشيخ إسماعيل الصفايحي:

زرت فضيلة العلامة الهمام الأستاذ الشيخ سيد إسماعيل الصفايحي (١) بمنزله القريب من السراي، فبذل لنا من المبرة والابتهاج باللقاء ما لا يسع اللسان شكره.

زرت هذا الأستاذ مرة، وجاوزت الحديقة إلى البيت الذي يلاقي فيه الزائرين، فألفيته مستقبل القبلة، وهو يقرأ "صحيح البخاري" بلهجته الطيبة، فجلست بكرسي على جانب منه، ولم أشعره بحضوري في البيت؛ ليستمر على القراءة ما شاء، ولكنه لحظني، فقرأ بعد ذلك حديثاً أو حديثين، ثم أطبق السفر، وختم بالدعاء، وأقبل على بالترحاب.

زرت في صحبة فضيلته الزكي الفاضل السيد أليفي شيخ مشايخ الطرق، وتناول حضرة الأستاذ، إلى أن ألقى في تقديمي إلى الشيخ وتعريفه بحالي، عبارات صاغها خلوص ضميره، ورقة عواطفه عليّ، فقد كنت كلفاً بأساليب تعليمه، ومعظم ما أدركت في التعلم من دروسه. وبينما نحن جالسون إلى حضرة هذا الشيخ، ورد على المجلس شيخان، أحدهما عربي، والآخر تركي، فأخذ الأول يتكلم في اصطلاحات صوفية؛ كالفرق بين المظهر والتجلي، ثم قدم إلى شيخ الشيوخ إجازة ليطالعها.

* تسمية كتاب "الشفا":

مما أعلمني به فضيلة خالنا الأستاذ: أن الشيخ محمود الشنقيطي انتقد على القاضي عياض -رحمه الله- تسمية كتابه بالشفا، وقال: إن الشفا ممدود، ولا يسوغ قصره إلا لضرورة الشعر، وهي مفقودة في وضع هذا الاسم، وقال


(١) أحد القضاة التونسيين هاجر إلى الآستانة.