للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

همامٍ كان سامرُه وأقصى ... بلاد في مهابته سواءَ (١)

هو الفاروق لم يدرك مداه ... أمير هزَّ في الدنيا لواءَ (٢)

- وتحت عنوان (قوس الغمام):

أيخفى ضمير المرء يوماً ولو سما ... إلى الذروة القصوى ضحى ودهاءَ

إذا كتمتنا الشمس ألوانها ضحى ... يبوح بها قوس الغمام مساءَ (٣)

- ويصف (حمرة الشفق):

هذا الدجى اغتال النهار ودسّه ... تحت التراب مضرجاً بدمائه (٤)

ما حمرةُ الشفق التي تبدو سوى ... لطخ من الدم طار نحو ردائه (٥)

ونجد في هذين البيتين أثر الحرب المشتعلة في نفس الإمام الشاعر.

وفي قرية "لنداو"، والثلج على الأشجار، وقد طلعت عليه الشمس فأخذ يذوب، وقرية "لنداو" على بحيرة "بودن" بألمانيا:

- (عبرات الأشجار):

نسج الغمام لهذه الأشجار من ... غَزْلِ الثلوج براقعاً وجلاببا


(١) الهمام: الملك العظيم الهمة، والسيد الشجاع، وهو من أسماء الأسد. السامر: مجلس السمار، يقال: أمسيت البارحة في سامر الحي؛ أي: في مجلس مسامرتهم.
(٢) الفاروق: أمير المؤمنين عمر بن الخطاب. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه، وهو الفاروق، فرق الله به بين الحق والباطل".
(٣) قوس الغمام: وكذلك قوس السحاب، يحدث في الأفق عقب المطر، وألوانه مختلفة.
(٤) الدجى: الظلمة.
(٥) الشفق: الحمرة في الأفق من الغروب إلى العشاء الآخرة، أو إلى قريب العتمة،
اللطخ: اليسير القليل من كل شيء.