كتاب موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين

- (البرد في الحديقة):

هزّ النسيم غصون الروض في سحر ... كما يهز بنانُ الغادة الوترا (١)

لذّ الحفيف على سمع الغمام أما ... تراه يحثو على أدواحه دُررا (٢)

- (العيد في برلين):

قيلت في برلين عندما أدركه عيد الفطر هناك:

أسِوارٌ من عسجد وجُمانِ ... تقتنيه الحسان في الأقراط (٣)

أم هلال حفته في ليلة العيـ ... ـد نجوم ببهجة واغتباط

هذه طلعة الهلال وما لي ... لم أجد في الفؤاد بعضَ انبساطي

يوم عيد وما تفتق كِمٌّ ... عن أنيس ولو كسَمٍّ الخياط (٤)

ما تملى سمعي تهانئ صيغت ... في قلوب موصولةٍ بنياطي (٥)

أين جيراننا وأين المصلى ... وخطيبٌ يهدي لخير صراطِ (٦)

أين مني شفيقةُ القلب تُهدي ... دعواتِ مثلَ الظباء عواطي (٧)

(١) البنان: أطراف الأصابع، الواحدة: بنانة. الغادة: المرأة الناعمة اللينة الأعطاف.
(٢) الحفيف: صوت أغصان الشجر. يحثو التراب: هاله بيده.
(٣) العسجد: الذهب. الجمان: اللؤلؤ. الأقراط: جمع قرط: ما يعلق في شحمة الأذن من درة ونحوها.
(٤) الكِمُّ: الغلاف الذي ينشق عن الثمر، غطاء الزهر. سم الخياط: ثقب الإبرة، قال تعالى: {وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ} [الأعراف: ٤٠].
(٥) النياط: الفؤاد.
(٦) الصراط: الطريق.
(٧) شفيقة القلب: يقصد بها والدته السيدة البارة حليمة بنت مصطفى بن عزوز =