للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شيء قيمة، وفق الله رجالاً هجروا في تحصيله المنام، وقاموا ببثه نصيحة للأنام، فألَّفوا التآليف المفيدة، وحلوا مشكلات المسائل بما امتازوا به من الآراء السديدة، ومن أجلِّ محبراتها مجلة "السعادة العظمى" التي ظهرت في عالم الطباعة، تجر ذيل تيه البلاغة والبراعة، ولقد أسعدنا الحظ بمطالعتها، فنزهنا الفكر في رياض آدابها، وكرعنا من عذب عبابها، فألفيناها وأيمن الحق حديقة آداب، وروضة فخر مفتحة الأبواب، طافحة بالمسائل العلمية، مطرزة بالفوائد الأدبية، والنصائح الدينية، فقراتها بحور زاخرة، وبدور سافرة، ودراري زاهرة، على غاية ما يمكن من الوشي والتحبير، ونهاية رقة السبك والتحرير، كيف لا وهي تنضيد من استمدت من نوره السعادة، ونسيج من أضحى في جبين الدهر غرة الإفادة، لا زال ناشراً لواء العلم، لابساً حلل الكرم والحلم، فقد جاد فيها بما دلَّ على تضلُّعه في المعارف والآداب، وفتح بها للصواب أقرب باب، فجاءت رقيقة المعاني، متينة المباني، نسأل الله لها الدوام في عالم الإقبال والتبجيل، ولصاحبها النجاح والجزاء الجميل، على هذا الأثر الجليل.

- ومنها ما حرره العلامة الهمام، الماجد، الشيخ، السيد محمد بن سالم الأكودي، القاضي ببنزرت، ونصه (١):

راية السعادة التي افتخرت بها يمين المعارف، وآياتها الباهرة وظل عزها الوارف، العلامة الصهميم (٢) والخل الحميم، منشئ مجلة "السعادة العظمى" أدامه الله ولواء سعادته خافق منشور، وحديث فضله على


(١) العدد الخامس - الصادر في غرة ربيع الأنور ١٣٢٢.
(٢) الصهميم: السيد الشريف.