للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رجل عظيم ويزيده عظماً وقدراً أنه يعرف قدر العظيم (١)

ما كنت أحسب - وأنا أنعي إليه (٢) شيخَنا وإمامنا الراحل (٣)، وقد أسلم الروح إلى بارئها - إلا أنه يجاملني بكلمة عزاء تمر كما يمر غيرها من الكَلِم، ولكن ما كان أعظمَ دهشتي حينما فزع واسترجع، ثم أخذ يلقي عليَّ درساً في تقدير العظماء الراحلين، درساً خليقاً بأن يسجل ويروى في تاريخ الخالدين.

كانت بين الشيخين خصومة في بعض مسائل العلم (٤)، ولكنها كانت خصومة نبيلة كريمة، من قبيل (الخصومة بين الأكابر)، تلك التي سجلنا نماذج من طرازها الأول في المجلد الخامس والعشرين.

وكان من أدب فقيدنا الراحل -تغمده الله برحمته-: أن يسجل مسائل


(١) مجلة "الأزهر"- الجزء الأول من المجلد التاسع والعشرين، يصور لنا العالم الأزهري الفاضل طه الساكت مشهداً من أخلاق الإمامين: محمد الخضر حسين، ومحمود شلتوت -رحم الله الجميع-.
(٢) أي؛ الإمام محمود شلتوت.
(٣) أي: الإمام محمد الخضر حسين.
(٤) رد الإمام محمد الخضر حسين على مقالة الإمام محمود شلتوت (الهجرة وشخصية
الرسول).