للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

غَلّ ذا الحبس يدي عن قلم ... كان لا يصحو عن الطرس فنامَا

هل يذود الغمض عن مُقلته ... أو يلاقي بعده الموت الزؤاما

أنا لولا همّة تحدو إلى ... خدمة الإسلام آثرت الحِماما

ليستِ الدنيا وما يقسم من ... زهرها إلا سراباً أو جَهاما (١)

وعاد بعد حين إلى دمشق، ومنها تحوّل إلى مصر، وتقلب في عدة وظائف علمية، منها: تدريس البلاغة بالأزهر - عام ١٣٤٧ (١٩٢٨)، واشتغل بجمعية (الهداية الإسلامية)، وكان رئيس تحرير مجلتها. ولم يزل الشيخ -رحمه الله- يتداول أعلى المراتب إلى أن تقلد في العهد الجمهوري وظيفة (مشيخة الجامع الأزهر)، وهي بمثابة مشيخة الإسلام في البلاد الأخرى.

وقد حصلت له بمصر شهرة واسعة، وإجلال كبير من أصدقائه وتلاميذه الوفيرين.

وكان -رحمه الله- في كتاباته العلمية والأدبية غزير المادة، متين اللفظ، تغلب عليه الآراء الحكمية، والوصف الدقيق.

فمن شعره في معنى الحياة:

إن الحياة هي الأيام زاهرة ... ولا أرى الموت غير العيش في نكد

ولا يطيب الفتى عيشاً إذا نسجت ... في أرضه مزنة والناس في جَرَدِ

فإنما الشعب أفراد مؤلفة ... في هيئة الفرد ذو قلب وذو جَسَدِ

أما الفؤاد فأرباب السياسة إن ... هُمُ بخير فباقي الجسم في رَشَدِ


(١) الجهام: سحاب لا ماء فيه، ويقال: جاءنى من هذا الأمر بجهام؛ أي: بما لا خير فيه.