للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي سنة ١٣٤٣ هـ مرض مرضاً شديداً ردد صداه في شعره "الديوان" (٢٦)، ومنه:

أَطَلَّ عليّ الموتُ من خَلَل الفنا ... فآنستُ وجَه الموتِ غيرَ كئيبِ

ولو جَسَّ أحشائي لَخِلْتُ بَنانَهُ ... وإنْ هالَ أقواماً بنانَ طَبيبِ

فلا كانَ من عيشٍ أرى فيه أُمَّتي ... تُساس بِكَفَّيْ غاشمٍ وغريبِ

وفي سنة ١٣٤٤ هـ ظهر كتاب "الإِسلام وأصول الحكم"، وكان السيد محمد الخضر صديقاً حميما لآل عبد الرازق ويزورهم، ويسر بلقائهم، فلما كاد الكتاب ينتهي طبعه، وكان لا يعرف مذهب مؤلفه فيه، طلبوا منه أن يمدهم بعناوين كبار العالم العربي والإِسلامي؛ ليهدوا الكتاب إليهم، فطلب الشيخ هذه العناوين مني، وكتبت له بها قائمة طويلة، ثم صدر الكتاب، وأهدوا نسخة منه إلى الشيخ، ونسخة أخرى لمجلة "الزهراء" التي كنت أصدرها، فراعنا من الكتاب أنه ينكر كونَ الإِسلام دينَ حكم، فانتقدته أنا في مجلة "الزهراء"، وكتب الشيخ علي مقالة افتتاحية في جريدة "السياسة" يجيب بها على نقدي، وتفرغ فقيدُنا لنقد الكتاب فقرةً فقرة، وفي أقرب وقت صدر كتاب "نقض كتاب الإِسلام وأصول الحكم"، وفي شهر واحد نفدت طبعته؛ لشدة الإقبال عليها.

وفي السنة الثانية (١٣٤٥ هـ) افتضحت رسالة "في الشعر الجاهلي"، فعكف الشيخ على نقض كل ما فيها من باطل، وصدر كتاب "نقض كتاب في الشعر الجاهلي"، وبقيت بقية من آخر أقلام استعملها في تأليفه، فأهداها إلى خزانة العلامة أحمد تيمور باشا.