للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكتب -أيضاً- في بطاقة ربطها ببقية القلم، وهي في "الديوان" (ص ٨١)، وهي:

سَفَكَتْ دمي في الطِّرسِ أَنْمُلُ كاتب ... وطَوَتْني المبراةُ إلا ما تَرَى

ناضَلْتُ عن حَقٍّ يحاول ذو هَوًى ... تصويرَه للناسِ شيئاً مُنْكَرا

لا تَضْرِبوا وجهَ الثَّرى ببقيةٍ ... مني كما تُرمى النواةُ وتُزْدَرَى

فخزانةُ الأستاذِ تيمورَ ازدَهَتْ ... بِحُلًى من العرفان تَبْهَرُ مَنْظَرا

فأنا الشهيدُ وتلكَ جنّاتُ الهُدى ... لا أبتغي بسِوَى ذُراها مَظْهَرا

وفي سنة ١٣٤٦ هـ أسسنا المركز العام لجمعيات الشبان المسلمين، وكان الفقيد مع تيمور باشا -رحمهما الله- ركنين ركينين في تأسيسه، وقد عُبِّئَت لذلك يومئذ كل الشخصيات المناصرة للإسلام من شباب وكهول، فكان تأسيس تلك الجمعية نقطةَ تحولٍ بين تيار العداء للإسلام باسم التجديد، وبين قيام كيان مرموق للإسلام في وادي النيل.

ولما تم النجاح في هذا العمل الحميد، تفرغ فقيدنا لتأسيس (جمعية الهداية الإِسلامية)، فضمت أهل الغيرة والنشاط من شباب الأزهر وشيوخه، ومن نَهَجَ منهجَهم من المثقفين ثقافة مدنية. وكما صدرت لجمعية الشبان مجلة، صدرت لجمعية الهداية مجلة. وكما قامت لجمعية الشبان فروع في الأقطار، قامت للهداية فروع مثلها.

وفي محرم سنة ١٣٤٩ هـ صدرت مجلتنا هذه "الأزهر"، وكان عنوانها يومئذ: "نور الإِسلام"، فتولى فقيدُنا رئاسة تحريرها من جزئها الأول إلى ربيع الآخر سنة ١٣٥٢ هـ، وفي سنة ١٣٥٠ هـ عاوده مرض مزعج أثار فيه خواطر شعرية تراها في (ص ٤٢) من "ديوانه".