للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تونس تفقد عبقرياً من أبنائها بمصر

بقلم علي الجندوبي

"كاتب وصحفي له نشاط واسع في التحقيقات، ولد في تونس عام ١٩٠٩ م، وتوفي بها عام ١٩٦٦" (١).

مساء يوم الأحد ٤ فيفري ١٩٥٧ وصلت الأنباء بنعي فضيلة العلامة الهمام، والعالم العامل المبرز في علم التفسير وأصول الدين، المرحوم الشيخ الخضر بن الحسين، أحد نوابغ تونس، والذي زان وجه بلاده في كل من ميدان العلم والسياسة والأدب. قضى نحبه عن سن عالية تبلغ (٨٦) سنة قضاها في العمل المتواصل، لا لفائدة تونس فقط، بل لفائدة العروبة والإِسلام.

وهو فذ من أفذاذ الجامعة الزيتونية، وأحد أقطاب حركتها، فارق تونس منذ نصف قرن متجهاً نحو مصر، بعد أن غبن في حقه من جراء الحيف والظلم، وبعد أن شارك في سلسلة من المناظرات في العهد الماضي عهد المحسوبية والمحاباة.

والتجأ إلى الشرق عام ١٩١٢، وعلى أثر هجرته، أصدرت عليه المحكمة


(١) صحيفة "النداء" التونسية، العدد العاشر الصادر بتاريخ (٢١ رجب ١٣٧٧ الموافق ١٠ فيفري شباط ١٩٥٨).