للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فسافر في هذا العام نفسه إلى الآستانة ماراً بمصر والشام، وقد دون لنا الشيخ الخضر وصفاً أدبياً واجتماعياً لهذه الرحلة نشره تباعاً في جريدة "الزهرة" (١)، وعقب عودته في ٢/ ١٠/ ١٩١٢ (٢) منع من التدريس بالمدرسة الصادقية لأسباب واهية للغاية (٣)، فأدرك الشيخ أن الاستعمار والرجعية قد تحالفا ضده. وأن الأمور قد تتطور إلى ما هو أسوأ، فقرر الهجرة نهائياً إلى الشرق، فهاجر في نفس السنة (٤)، وكان معة إخوته الأربعة، وبينهم أخواه العالمان: الشيخ المكي ابن الحسين (٥)، وأخوه الشيخ زين العابدين الذي بقي مستقراً إلى الآن في دمشق (٦).


(١) "المرجع السابق" (ص ٤٢).
(٢) في "الأدب التونسي" (ج ٢ ص ١٩٧) أنه عاد إلى تونس في (ذي الحجة ١٣٣٠ نوفمبر ١٩١٢) بينما أكد لي شخصياً المرحوم محمد الصالح المهيدي بأنه عاد بحراً في اليوم الثاني من كتوبر ١٩١٢. وقد أكد العودة بحراً محب الدين الخطيب مجلة "الأزهر" (٢٩ ص ٧٣٨)، و"الديوان" (ص ١١٥ و ١٦٤).
(٣) أكد المهيدي أيضاً أن فصله من التدريس بالصادقية كان بحجة غيابه عن افتتاح المعهد بيومين؟!
(٤) أي: سنة ١٩١٢ التي يتفق أولها مع أواخر سنة ١٣٣٠، ويتفق آخرها مع أوائل سنة ١٣٣١ الهجرية، وقد ظن بعضر مترجميه أنه هاجر سنة ١٣٣٠، ثم عاد زائراً لتونس في ١٣٣١. وقد يكون هذا الظن مبنياً على أن أسرته (والدته وإخوته) قد هاجروا فعلاً سنة ١٣٣٠ هـ.
(٥) عاد إلى تونس بعد سنوات، واستقر بها إلى وفاته سنة ١٩٦٣، وهو شاعر، واشتهر أكثر بتنقيباته وأبحاثه اللغوية. انظر عنه: "الأدب التونسي" (ج ١ ص ١٩٣ - ٢٠١).
(٦) له عدة كتب ورسائل مدرسية ودينية مطبوعة.