للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أحمد جمال باشا السفاح (١)، وسجن في فندق مع سعدي بك الملا سكرتير شكري الأيوبي، ستة أشهر وأربعة عشر يوماً، من (١٥ أوت ١٩١٦/ ١٣٣٤ هـ حتى ٢٩ جانفي ١٩١٧/ ٤ ربيع الثاني ١٣٣٥)، وحوكم أمام مجلس عسكري، وطلب المدّعي إعدامه، ولكن المجلس برَّأ ساحته، وأخرج عنه، فعاد إلى سالف نشاطه، ثم رحل إلى الآستانة حيث عمل منشئاً عربياً في ديوان وزارة الحربية، ومدّرساً أيضاً.

كلفه الباب العالي (١٣٣٦ - ١٩١٧) مع الشيخين التونسيين: صالح الشريف، وإسماعيل الصفايحي، وغيرهما من العلماء المسلمين بالسفر إلى ألمانيا للاتصال بالجنود المغاربة في جيوش الحلفاء الذين أسرهم الألمان، ومحاولة كسبهم إلى جانب الدولة العثمانية، فأسهم في نشاط (اللجنة التونسية الجزائرية)، وكتب في الصحف، وألقى المحاضرات على هؤلاء الجنود. وبقي هناك زهاء تسعة أشهر، تعلم في أثنائها اللغة الألمانية. وزار سويسرا وإيطاليا. عاد إلى الآستانة ودمشق، ثم رجع إلى "برلين"، وأقام بها نحو سبعة شهور، حتى سقطت الآستانة، (١٣٣٧ - ١٩١٨)، فعاد إلى دمشق- حيث قام الحكم العربي بزعامة الأمير (ثم الملك) فيصل بن الحسين- على متن باخرة مع عدب من زعماء الحركة الإسلامية، عبر الآستانة، "همبورغ".

وفي تلك الأثناء حَجَزت السلطات الفرنسية في تونس أملاكه بتهمة المشاركة في تحريض المغاربة بألمانيا وتركيا على محاربة فرنسا. وتوفيت والدته وهو في ألمانيا (١٣٣٥ - ١٩١٧).


(١) انظر عنه: "الحركات الاستقلالية ... " (ص ٤٧ - ٤٨)، و "معجم المؤلفين" (ج ١٢ ص ٤٩، وج ١٣ ص ٤).