للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والجمعوي .. يلقي الدروس والمحاضرات في الأندية والمجامع، ويحرر المقالات في الصحف والمجلات، وينشئ الجمعيات، ويشترك مع الغيورين على الإسلام في إصلاح أوضاع الأمة التي أنهكها الدخيل، واستولى عليها بقوته وفكره، فأحالها شبحاً لا تصلح للحياة، ولا تصلح الحياة بها! فنفخ الشيخ -عبر مقالاته- في طوايا الأمة العزّةَ والإباء، راجياً منها البرء والشفاء؛ بما أوتي من سعة العلم، وقوة العارضة، وحسن البلاغ.

وهو في طريقه إلى تحقيق هدفه يبحث عن العلل التي لبست الأمم الإسلامية، وقعدت بها في خمول، حتى ضربت عليها الدول الغربية بهذه السلطة الغاشمة، فيقول: "وأنت إذا تدبرت هذه الأسباب، وجدت السبب الحق منها يرجع إلى تهاون هذه الأمم بتعاليم الشريعة، ونكث أيديهم من المشروعات التي عهدت إليهم للقيام عليها، والعلة في ضعف هممهم، وقلة إقبالهم على ما أرشد إليه القرآن -من وجوه الإصلح ووسائل المنعة والعزة- إنما هي تقصيرهم في التواصي بالحق، وعدم استقامة زعمائهم على طريقة الدعوة والإرشاد" (١).

"والشيخ حسين -بحكم هدوء طبعه، وتوازن مزاجه، وقوة ثقافته- عُدّ من "حزب المصلحين المعتدلين" كما وصفه صاحب "المنار" الشيخ رشيد رضا، والعلامة التونسي محمد الطاهر بن عاشور" (٢).


(١) محمد الخضر حسين، "الدعوة في الإصلاح"، القاهرة: المطبعة السلفية، ١٣٤٦ هـ (ص ٥٠).
(٢) محمد مواعدة، الشيخ محمد الخضر حسين .. مرجع سابق، (ص ٢٠٩).