للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أساساً ومرشداً ومرجعاً لنهضتها الخلقية التي بدونها لا تصلح أي نهضة أخرى، اجتماعية كانت أو اقتصادية أو غيرها، وجعله المرجع الأول والأخير في تمييز ما يصلح اقتباسه مما ينبغي تركه من المدنية الغربية الحديثة ... (١).

وقد وصف محب الدين الخطيب الحال في ذلك الوقت، فقال في حديثه عن أول اجتماع عقدته الجمعية في دار "سينما الكوزمو" بدعوة من الشاعر أحمد شوقي، وقد حضره نخبة من الشيوخ والشباب:

"كنت أنا وأحمد تيمور باشا -رحمه الله-، والسيد محمد الخضر حسين - حريصين على أن تكون هذه المؤسسة الأولى للإسلام في مصر قائمة على تقوى من الله وإخلاص، وكنا حريصين على أن يتولى إدارتها رجال يعرفون كيف يصمدون لتيار الإلحاد الجارف بعد أن استولى على أدوات الثقافة والنشر في العالم الإسلامي، وفي مصر على الخصوص، فكنا نبحث عن هؤلاء الرجال بين من نعرف ومن لا نعرف، ونستقصي الحقائق عن دخائلهم من غير أن يعلموا ... " (٢).

وأنشأ -أيضاً- (جمعية الهداية الإسلامية) التي برز هيكلها إلى الوجود يوم ٣١ رجب سنة (١٣٤٦ هـ / جانفي ١٩٢٨ م)، وكان نشاطها علمياً أكثر منه اجتماعياً، ضمَّت عدداً من شيوخ الأزهرة كالشيخ مصطفى المراغي، والأستاذ عبد الحليم النجار، وطائفة من شباب الأزهر المثقفين، وكوَّن بها مكتبة كبيرة كانت مكتبتُه الخاضةُ نواة لها، وأصدر مجلة باسمها كانت تحمل


(١) محمد محمد حسين، الاتجاهات الوطنية ... مرجع سابق، (ص ٣٢٣ م).
(٢) المرجع نفسه، (ص ٣٢٤).