للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تأسيس هذه المجلة "توفية ببعض حقوق دينيه"، ورداً على من (زاغ بالكلم عن مدلولها، وانتزع الفروع من غير أصولها"، ويضبط مسلكها في التمسك بالشريعة، ويلتزم بعدم الخوض فيما يخالفها، فيقول:؟ "إن هذه المجلة لا تنثر من كنانتها إلا ما يشمله نظر الشارع بعنايته".

والناظر في افتتاحية هذه المجلة - التي خصص لها الشيخ محمد الخضر حسين العدد ١ - ٢ بأكمله- يتبين -بوضوح- أن خدمة الدين الإسلامي، والعمل على صيانته وتجديد مفاهيمه، هو الهدف الأساسي لهذه المجلة، حتى تستعيد الأمة مجدها الأول، وترتفع في درجات الرقي.

وقد أفاض في الحديث عن الأسباب التي جعلت "أبناء النشأة الأولى" ينجحون في مسعاهم، ويصلون إلى العزة والشدة والبأس، وأوضح أن السرّ في كل ذلك، يتمثل في تمسكهم بالمعارف والهداية، ونبذهم الظواهر، والاهتمام باللب، والبعد عن الكسل والبطالة والخمول والتجمد، وفتحهم لباب الاجتهاد.

ولما تنكر المسلمون إلى كل هذه المبادئ، انقلب الوضع، وساءت حالهم، ونقضت عُرا الاستحكام بينهم، فعمّهم الفشل، ودبّ في أجسادهم الضعف.

إذن، العودة إلى ينابيع الإسلام الصافية، والتمسك بمبادئ الشريعة، هو علاج العلة التي أصابت المسلمين، ولذلك جعل أغراض المجلة وأبوابها، تهدف إلى الوصول إلى هذا العلاج.

فالغرض من مقالات الافتتاحية: "المحافظة على حياة مجدنا القديم"، والمباحث العلمية تخوض في علوم الدين، والغرض منها: "تحقيق ما يتخللها