للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ترجمة الشيخ مصطفى بن عزّوز (١) في كتاب (الإتحاف) لابن أبي الضياف

العالم الوليّ، العارف بالله، أبو النخبة، سيدي مصطفى بن عزوز.

هو من بيت فضل وعلم وصلاح، وزاويتهم بصحراء الزاب من عمل "بسكرة". ومحل زاويتهم ببلدة صغيرة تسمى بالبرج. ولآل بيته شجرة بتلك النواحي؛ كما له بهذا القطر الإفريقي. ودخل هذا الولي للقطر التونسي، وبث الطريقة الرحمانية في العروش، وجدد لهذه الأمة أمر دينهم، وطريقته لا تشديد فيها لمن أراد التوغل في السلوك والخلوة، ويأمر الناس بأداء فريضة الصلاة، وذكر لا إله إلا الله بقدر الإمكان.

وطار صيته، وظهرت كرامته في العربان، لاسيما في الجهة الغربية، وأنشأ زاوية بنفطة للصادر والوارد. وكان المشير أبو العباس أحمد باي يعظم شأنه، ويجلُّه، واجتمع به غير مرة ... وسافر لأداء فريضة الحج، ورجع لتونس.

ومنّ الله به على هذا القطر، فأطفأ نار فتنة تأجّجت في سنة ثمانين؛ لأجل مغرم الاثنين وسبعين. وضمن للناس الأمان، وطوّع العاصي، وقرب القاصي، واستنزل أهل المنعة من الصياصي، ساق لذلك من بيده النواصي،


(١) جد الإمام محمد الخضر حسين من جهة الأم.