للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ (١) الْمُحْتَظِر} [القمر: ٣١]. وقال تعالى: {فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ} [الأعراف: ٧٨].

* بعثة إسماعيل - عليه السلام - للعرب:

بُعث إبراهيم - عليه السلام - في أرض بابل، ودعا قومه إلى الدين الحنيف، فلم يجيبوا دعوته، فهاجر، وورد الشام ومعه زوجته سارة (٢). وأتى مصر، وحاول أحد الجبارين الاعتداء على سارة، وخلصها الله منه، وأخدمها "هاجر". ثم رجع الخليل - عليه السلام - إلى أرض المقدس، ووهبته سارة أمتها هاجرة رجاء أن يرزقه الله منها ولداً، فدخل عليها إبراهيم، فحملت منه، وولدت منه إسماعيل - عليه السلام -، وحصلت لسارة غيرة من هاجر، وطلبت من الخليل أن يغيِّب وجهها عنها، فذهب بها الخليل حتى وضعها حيث مكة اليوم.

وفي "صحيح البخاري" عن ابن عباس: ثم جاء بها إبراهيم وبابنها إسماعيل وهي ترضعه حتى وضعها عند البيت، وليس بمكة يومئذ أحد، وليس بها ماء، إلى أن كرمها الله بنبع زمزم.

ومر بها رفقة من جرهم، فنزلوا هنالك، وشب إسماعيل، وتعلم منهم العربية، فلما أدرك، زوجوه امرأة منهم.


(١) كالهشيم اليابس الذي يجمعه صاحب الحظيرة لماشيته في الشتاء.
(٢) قيل: ابنة ملك حران، فارقت دين قومها، فتزوجها إبراهيم - عليه السلام -، والمشهور أنها ابنة عمه (هاران)، وأما من زعم أنها ابنة أخيه "هاران"، وادعى أن نكاح بنت الأخ كان إذ ذاك جائزاً، فزعم باطل لا يستند إلى دليل، ولا ما يشبه الدليل.