للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم انتقلت إلى العرب من بعدهم.

ومن المحتمل القريب أن تكون أسماء هذه الأصنام بقيت تذكر إلى ما بعد نوح، ثم اتخذ العرب أصناماً، وسموها بهذه الأسماء.

ومن هذه الأصنام: ما كان يتخذ من الأحجار النفيسة؛ كهبل؛ فإنه كان - فيما يروى - من عقيق أحمر على صورة إنسان، ومنها: ما يتخذ من نحاس؛ كصنم خزاعة الذي أقاموه فوق الكعبة، ومنها: ما يتخذ من الحجارة؛ كمناة؛ فإنه كان صخرة مربعة، ونحو ذي الخلصة؛ فإنه كان مروة بيضاء، وعليها نقش في شكل تاج، ومنها: ما يتخذ من الخشب؛ كذي الكفين.

* مظاهر تعظيمهم للأصنام:

كان عبّاد الأصنام يزورون الأصنام، ويتمسحون بها، ويتقربون إليها بالذبائح، ويحلفون بها، ولا يتعرضون لمن التجأ إليها، وكانوا يرون أن سبّها يأتي بأمراض معضلة، ويؤلفون أسماء أبنائهم من أسمائها؛ تبركاً بها، كما قالوا: عبد العزّى، وزيد اللّات، وزيد مناة، وعبد يغوث، وعبد نهم، وعبد ود، وعبد غنم، وعبد المدان (١)، وعبد رضا، وعبد كلال (٢)، وعبد مناف (٣)، وعبد ياليل (٤).

وكانت الحيَّض من النساء لا يدنون من الأصنام، ولا يتمسحن بها،


(١) قال ابن دريد: المدان: اسم صنم، وفي "القاموس": المدان؛ كسحاب: صنم.
(٢) هو ابن عبد ياليل أحد سادات الطائف، عرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عليه الدعوة، فلم يجبه.
(٣) في "القاموس": ومناف: صنم.
(٤) في "القاموس": يا ليل كهابيل: رجل، وصنم.