للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

* عبادتهم للكواكب:

كان بنو لخم وجرهم يعبدون المشتري، وبعض كنانة عبدوا القمر والدبران، وبعض قبائل ربيعة عبدوا سهيلاً، وبعضهم عبدوا الثريا، وبعض قبائل ربيعة عبدوا المرزم، وطائفة من تميم عبدوا الدبران، وبعض قبائل لخم وخزاعة عبدوا الشعرى العبور.

قال ابن قتيبة: "كان قوم الجاهلية عبدوا الشعرى العبور، وفتنوا بها، وكان أبو كبشة الذي كان المشركون ينسبون إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - أول من عبدها، وخالف قريشاً، فلما بعث النبي - صلى الله عليه وسلم -، ودعا إلى عبادة الله، وترك عبادة الأوثان، قالوا: هذا ابن أبي كبشة (١)؛ أي: يشبهه".

ومن العرب من عبدوا الشمس، ومن أثر هذا تسميتهم لها بالإلهة، قال عتبة بن الحارث اليربوعي:

تروحنا من اللهباء (٢) عصرا ... وأعجلنا الإلهة أن تؤوبا

وذكر صاحب "تاج العروس": أن الشمس اسم لصنم قديم، وقال: قد سمت العرب: عبد شمس، وهو بطن من قريش، قيل: سموا بذلك الصنم، وأول من تسمى به: سبأ بن يشجب.

ومن أثر اعتقادهم بتأثيرها في الكون: ما هو جار في بعض البلاد إلى الآن من أن الغلام إذا سقطت له سن، أمسكها بين السبابة والإبهام، واستقبل بها الشمس، ورماها نحوها طالباً منها أن تعوضه سناً أحسن


(١) وقيل: أبو كبشة كنية وهب بن عبد مناف جد النبي - صلى الله عليه وسلم - من جهة أمه.
(٢) في "اللسان": اللعباء - بالعين-.