للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فهو مؤمن بي، كافر بالكواكب".

ومما يروى عنهم في هذا الشأن: أنهم كانوا يكرهون نوء السماك، ويقولون: فيه داء الإبل، قال الشاعر:

ليت السماك ونوءه لم يخلقا ... ومشى الأفيرق في البلاد سليما

* المجوسية في العرب:

المجوسية قائمة على اعتقاد أن للعالم أصلين، هما: النور، والظلمة، وأهل هذه النحلة يعظمون النار بزعم أنها من أجناس الآلهة النورية. والمجوس فرق، وأشهر فرقهم: الزرادشتية: أصحاب زرادشت الذي ظهر في عهد كشتاسف، ودعا هذا الملك إلى دينه، فأجابه، وأصل عقيدة هؤلاء: أن النور والظلمة مبدأ العالم، وأن الله خلقهما وأبدعهما، وأن الخير والشر، والصلاح والفساد، حصلت من امتزاج النور بالظلمة، ولزرادشت كتاب يقولون: إنه صنفه، أو أنزل عليه، وهو "زندستا".

ومن أشهر فرقهم: "الثنوية"، وهم أصحاب القول بأن النور والظلمة اللذين هما مبدأ العالم في زعمهم أزليان قديمان.

ومنها: "المانوية" وهم أصحاب ماني بن فاتك الذي ظهر في عهد شابور بن أزدشير، وقتله البهرام بن هرمز، وقتل الرؤساء من أصحابه (١).


(١) في أيام ماني ظهر اسم الزندقة، ذلك أن الفرس حين أتاهم زرادشت بكتابه المعروف بالنسياه باللغة الأولى من الفارسية، وعمل له التفسير، وهو الزند، وعمل لهذا التفسير شرحاً هو البازند، فكان من عدل إلى التاويل الذي هو الزند، قالوا: هذا زندي، فأضافوه إلى التأويل؛ أي: إنه منحرف عن ظاهر التنزيل، فأخذ العرب هذا اللفظ من الفرس، وعربوه، فقالوا: "زنديق "، والزنادقة هم الثانوية، ثم ألحق بهم في=