للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

يقف على شرح أبي رياش كما ذكر عبد السلام هارون فشرح أبي رياش قد عني عناية تامة بهذا الجانب من عناصر الشرح، وقد أفادت منه سائر الشروح التي وقف أصحابها علية مثل شروح أبي العلاء المعري وزيد بن على والخطيب التبريزي. على أن شرح المرزوقي لم يخل من ذكر لبعض المناسبات التي كان يقدم بها شرحه لقطع الحماسة، ولكن الملاحظة فيه أنه كان يعرض المناسبة بإيجاز دقيق، ودون تفصيل ولعله في هذا كان مقيدًا بما وجده في شرح البرقي، ففي الحماسية الرابعة عشرة المنسوبة للشميذر الحارثي نراه ينقل عن البرقي فتقول" قال البرقي: الشعر لسويد بن صميع المرثدي من بني الحارث، وكان قتل أخوه غيلة فقتل قاتل أخيه نهاراً، في الأسواق من الحضر".

وفي خماسية قيس بن زهير العبسي التي مطلعها:

شَفَيْتُ النَّفْسَ مِنْ حَمَلِ بنِ بَدْرِ وَسَيْفِي مِنْ حُذَيْفَةَ قَدْ شَفَانِي

نراه يصدّرها بقوله: " كان حمل بن قتل مالك بن زهير أخا قيس فظفر به وبأخيه حذيفة فقتلهما.

وفي الحماسية التي نسبها أبو تمام لبعض اللصوص من طيء والتي مطلعها:

وَلَمَا أَنْ رَأيْتُ ابَنيْ شٌمَيْط بسِكَّةِ طَيَّئٍ والبَابُ دُوني

نراه يفتتح شرحه لها بقوله: "الشعر لبعض المتلصصة، وكان أنهي حالة إلى أمير المؤمنين على- عليه السلام- وهو بالكوفة فوجه في طلبه ابني شميط، فأحس بذلك، فركب فرسه العصا، فنجا بها، وذكر قصته في هذه الأبيات.

والذي يلاحظ في هذه الأخبار وغيرها أنها ذات صلة وثيقة بالنص الشعري المشروح، وتعين على فهمه، ومن ثم يمكن القول بأن المرزوقي كان يهتم بذكر

<<  <   >  >>