للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

يشكر، وأن من ضم الياء والفاء فقياسه أن يصرف لزوال مثال الفعل، وأما من ضم الياء وكسر العين مثل يكرم فابن جني يرى ألا سؤال في ترك الصرف لأنه جاء على وزن الفعل ولفظه.

وهو في هذا الجانب- أعني جانب الصرف ومنعه- يعتمد كثيرًا عليه في توضيح أصل الأعلام واشتقاقها. ومن أمثلة ذلك مناقشته لحسان علما، فهو عنده من الحس وليس من الحسن فوزنه فعلان لا فعال بدليل أنهم منعوه من الصرف ومثله غسان قال فيه: ((إن كان من الغس فهو فعلان وإن كان من الغسن- وهي خصل العرف- فهو فعال، وينبغي أ، يكون فعلانًا لامتناعهم من صرفه قال النابغة الذبياني:

وثقت لهم بالنصر إذ قيل قد غزت كتائب من غسان غير أشائب

ومثلما يستقصي الشرح في الأعلام المنقولة يفعل الشيء نفسه في الأعلام المرتجلة ففي ((بهراء)) مثلًا قال: إنه ((مرتجل علمًا غير منقول ولا مذكر لها)) ثم نظر إلى لفظ ((الأبهر)) الوارد في كلام العرب والذي يطلق للعرق في الصلب فقال: إنه ((ليس بمذكر بهراء، ولكن التقاؤهما تركيب اتفق في اللغة بمنزلة سلمان وسلمى، وليس سلمان من سلمى كسكران من سكري لأن فعلان صاحب فعلى بابه الوصف كغضبان وغضبى وعطشان وعطشى. أما سلمان وسلمى فعلمان مرتجلان وليس من الوصف في قبيل ولا دبير)).

وثانيها: أنه يفيد من السابقين فيما خلفوه من آراء تتصل بالأعلام وأوزانها، ولكنه في إفادته هذه لم يكن ناقلًا بحتًا وإنما كان يناقش ويرجح بين الآراء، ومن

<<  <   >  >>