للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ذلك أنه وقف في ((أسماء)) علمًا فقال: ((ذكر سيبويه أسماء في جملة الأسماء التي آخرها زائدتان، زيدا معًا فحذفا في الترخيم معًا، نحو سكران وبصري ومسلمات وأشباه ذلك، وتتبع أبو العباس هذا الموضع على سيبويه فقال: لم يكن يجب أن يذكر هذا الاسم في جملة هذه الأسماء من حيث كان وزنه أفعالًا، لأنه جمع اسم، وذهب أبو العباس إلى أنه إنما منع الصرف في العلم المذكور من حيث غلبت عليه تسمية المؤنث فلحق عنده بباب سعاد وزينب، وقال أبو بكر: تقوية لقول سيبويه انهه في الأصل وسماء قلبت واوها همزة وان كانت مفتوحة، وذهب في ذلك إلى باب أحد وأجم وأناة)). فهذه الآراء الثلاثة من قبل هؤلاء العلماء يوردها ابن جني ثم يعقب عليها، قال فيما ذهب إليه أبو بكر ((كأن أبا بكر إنما شجع على ارتكاب هذا القول لأن سيبويه شرعه له، وذلك أنه لما رآه قد جعله فعلًا، ولم يجد في الكلام تركيب ((ء س م)) تطلب لذلك وجهًا فذهب إلى البدل، وقال فيما ذهب إليه سيبويه وثعلب: ((وقياس قول أبي العباس أن تنصرف أسماء نكرة، وأما على مذهب صاحب الكتاب فأنها لا تنصرف نكرة)) ثم بين رأيه في هذا فقال: ((ومعنى قول سيبويه وأبي بكر فيها أشبه بمعنى أسماء النساء وذلك أنها عندهما من الوسامة وهي الحسن فهذا أشبه في تسمية النساء من معنى كونها جمع أسماء)).

ومثل هذا ما جاء عنه في ((إياس)) علمًا قال: ((اياس مصدر أسته أؤوسه أوسًا واياسًا إذا أعطيته)) ثم دعم ÷ذا القول بما جاء عن شيخه أبي على الفارسي قال: ((قال أبو على: سموا الرجل إياسًا كما سموه عطاء)) ثم أورد رأيًا لأبي سعيد السكري قال: ((وتوهم أبو سعيد السكري أن أياسًا مصدر قولهم أيست من الشيء إياسًا)) وعقب على هذا القول واصفًا إياه بأنه سهو ظاهر، وبرهن على عدم صحته بقوله: ((إن أيست مقلوبة من يئست ولا مصدر لأيست، ولو كان له مصدر لكان أصلًا لا مقلوبًا كما أن جبذت لما كان له مصدر وهو الجبذ كان أصلًا لا مقلوبًا حكمنا

<<  <   >  >>