للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

بين الأراك وبين المرخ تشدخهم رزق الأسنة في أطرافها الشبم

أي في أطرافها الموت).

ومثل ذلك في تحريف الضبط وفساد المعنى ما جاء في قول أبي عطاء السندي:

فإنك لم تبعد على متعهد بلى كل من تحت التراب بعيد

فقد رواه هذا الشيخ صاحب النسخة (لم تبعد) بفتح العين من قولك: بعد الرجل يبعد إذا هلك. قال أبو هلال معلقًا على هذا التحريف: (وليس هذا بالجيد والجيد ها هنا فإنك لم تبع) بضم العين من قولك بعد يبعد لقوله: (كل من تحت التراب بعيد) ولو قال: فإنك لم تبعد لم يحسن إلا أن يقول في آخر الخطاب بعد، ومن حق الصنعة أن يرد ما ابتدأ به كقولك: من اجتم سواء حق به ما اجترم ولم يحسن أن تقول حق به ما اكتسب، فإنه قال لم تبعد على متعهد، ومن العادة أن يقال إنك لم تبعد عليّ لتعهدي إياك بالذكر، وليس من العادة أن يقال إنك لم تمت عليّ لتعهدي إياك بالذكر).

ومن أمثلة تحريف الضبط الذي يؤدي إلى إفساد الأعراب والمعنى معًا ما وقع فيه الشيخ في بيت هلال بن زر أحد بني ثور بن عبد مناة بن أد وهو:

أجادت وبل مدجنة فدرت عليهم صوب سارية درور

فقد روي الشيخ (صوب) بالرفع، قال أبو هلال: (والصواب) (صوب) بالنصب، أراد أن الحرب أجادت فحذفها لدلالة الخطاب عليها، وصوب منصوب على تأويل المصدر أي أجادت الحرب صوب سارية، ودرور مرفوع جعله نعتًا للسالأرية على المعنى لأنها في المعنى رفع، ويجوز أن يكون درور نعتًا لمحذوف أي أجادت حرب صوب سارية) هذا هو وجه النصب عند أبي هلال. أما الرفع فقد قال فيه: وصوب بالرفع غير جائز لقوله أجادت ولا يجوز أن يؤنث

<<  <   >  >>