للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

والمداجاة في حال الحضور".

وهذا عمل ليس فيه جديد إضافة على ما ذكره الشراح سوى إسهاب العرض وتطويله، واستدعاء الجمل بأكثر من وجه.

وإذا كان هذا المنهج قد وجد لدى عالمين غير التبريزي، فإن التبريزي بحق له قصب السبق فيه، فهو صاحبه الأول لا في شرح الحماسة فحسب بل في غيره من الشروح الأخرى التي قام بصناعتها مثل شرح المفضليات وشرح القصائد العشر. التبريزي هو مبتكر هذا المنهج الذي ظل ينمو ويتطور مع الزمن حتى اكتمل وتجلى عند البغدادي في خزانة الأدب، وبخاصة في شرح الشواهد الشعرية التي جاءت في اختيار الحماسة، ومن أجل ذلك كان من حقه علينا أن يكون تطبيق هذا المنهج في شرحه بالرغم من ملاحظاتنا التي نوهنا لها من قبل.

وهي ملاحظات تتلخص في أنه قد حاول أن يجمع في شرحه ما يحقق جميع العناصر المتطلبة في الشرح، ولكنه لم يوفق بين هذه العناصر توفيقًا تامًا، وينسق وبينها بانسجام يشعرنا بالتكامل والترابط إلا في مواضع متفرقة من شرحه، كما أنه اعتمد في جمهور شرحه على المرزوقي محاولًا أن يكمل ما فيه من نقص من الشروح الأخرى، غير أن هذه الشروح لم تكن لتسد حاجته في استكمال هذا النقص، ومن ثم جاءت جملة من النصوص خالية تمامًا من أدنى شرح يذكر، وكان مقتضى عمله- وهو الشارح المنتخب- أن يسد هذا من عنده، ولكنه لم يكن مبدعًا بحيث يحقق بإبداعه استكمال ما ينتخبه من الشروح، هذا فضلًا عن انسياقه المتكرر وراء شيخه أبي العلاء في استطراداته المختلفة، وكذلك انسياقه وراء أبي رياش في نقولات مسهبة سود بها العديد من الصفحات دون أن يعمل فيها قلمه بالتهذيب والتشذيب

<<  <   >  >>