للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

أو الحذف والاختصار الأمر الذي أدى إلى طغيان عنصر أخبار الشعر على عناصر الشرح في القطع التي كان أبو رياش يذكر خبر أبياتها أو بواعث الشعر فيها.

هذا ما كنا قد لاحظناه عليه فيما مضى وأقمنا الأمثلة لصحته، والآن لننظر كيف حاول التبريزي أن يحقق هذا المنهج في شرحه متوخين أن نوضح ذلك من خلال العناصر التي تحقق فيها هذا الانتخاب.

أ- شرح أسماء الشعراء والأعلام:

جمع التبريزي لتحقيق هذا العنصر أعمال رجال سبقوه في هذا المضمار هم ابن جني وأبو العلاء وأبو رياش وأبو هلال وأبو محمد الأعرابي، كما جمع أقوال بعض العلماء الأوائل أمثال: الأصمعي وأبي زيد وغيرهما. وقد استطاع بحق أن ينتخب من هذه الأعمال والأقوال ما يحقق لهذا العنصر وجوده البارز في صنعة شرحه. صحيح أنه أكثر الاعتماد فيه على ابن جني ثم أبي العلاء، ولكنه كان في أحيان متفرقة يحاول الانتخاب من هؤلاء الذين ذكرناهم بما يوفر لمنهجه مقوماته حيث نراه يجمع بين أعمال ثلاثة علماء في موضع واحد، وذلك في مثل عمله في شرح اسم الشاعر "ابن زيابة التيمي" فقد انتخب في شرحه من ابن جني وأبي العلاء وأبي رياش، نقل عن ابن جني قوله: "زيابة اسم مرتجل للعلم وهو فعالة أو فيعالة أو فوعالة من لفظ الأرنب، وتيم فعل من تيمه الحب أي ذلله ويقال تامه، قال الشاعر:

تامت فؤادي بذات الجزع خرعبٌة مرت تريد بذات العذبة البيعا

ومنه تيم اللات أي عبد اللات ومنه قالوا معبد أي مذلل موطوء". ونقل عن أبي العلاء إضافة جديدة غير ما ذكر ابن جني وهي قوله: "لم يصرف الفعل من زيابة إلا أنهم قالوا رجل أزيٌب وهو الدعي وقالوا للريح: أزيب فقيل هي الجنوب وقيل هي الصبات". ثم نقل عن أبي رياش إضافة أخرى حيث أورد لقب هذا

<<  <   >  >>