للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فإني مثل ما تجدين وجدي ولكني أسر وتعلنينا

وإني لو بكيت جرت دموعي وإنك تعولين وتكذبينا

وبي مثل الذي بك غير أني أجل عن العقال وتعقلينا

فقد قال صاحب هذا الشرح: "الأبيات ما خلا البيت الأول تدل على أنه خاطب ناقة، ولا يخلو أن يكون البيت الأول من القصيدة أو من غيرها، فإن كان من غيرها فقد غلط في وضعه هنا (يعني أبا تمام)، وإن كان منها فلا يخلو من أن يكون في ذكر الحمامة، ثم صرف الخطاب إلى الناقة لأن السلامي ما سمع في الطائر ولا العقال، أو يكون السلامي مجازًا، ويجوز أن يكون سمى ناقته حمامًة لسرعتها".

وهذا أيضًا موجود بنصه في شرح زيد بن علي، وهذا ما يجعلنا نقول: إن ظاهرة النقل من الشروح دون الإشارة إلى أصحابها قد اتسعت منذ أواخر القرن الخامس عند الخطيب التبريزي الذي بينا أنه كثير النقل من غيره دون أن ينص على ذلك واستمرت بعد ذلك طوال القرون التي تلت القرن الخامس.

على أن ما يهمنا من مصادر هذا الشرح سواء ما يدل عليها أو لم يدل عليها هو مدى إفادته من معلومات في هذه المصادر وعرضها وتوظيفها بما يتلاءم والمنهج الاختصاري التسهيلي الذي سلكه في شرحه، وهذا يدفعنا إلى أن ندرس عناصر الشرح في عمله حتى نتبين كيف تحقق تطبيق هذا المنهج فيه.

أ- أسماء الشعراء والأعلام:

أفاد صاحب هذا الشرح من كتاب المبهج لابن جني في تحقيق هذا العنصر، ولكنه كان ينقل معلوماته في هذا الخصوص بإيجاز بالغ واختصار شديد، ولقد رأينا ابن جني من خلال منهجه العلمي التخصصي يستطرد في أعماله الخاصة بأسماء شعراء الحماسة وأعلامها استطراد واضحًا، أما صاحب هذا الشرح فقد كان يأخذ منه ما يحقق شرح الاسم أو العلم دون مجاراة ابن جني في إسهابه واستطراداته،

<<  <   >  >>