للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فمثلًا في شرح اسم "الفند الزماني" نجده يقول: "الفند الشمراخ من الجبل، كان يقال له عديد الفوارس لشجاعته، واسمه شهل بن ربيعة بن زمان، جاهلي"، فهو بهذا يشرح في إيجاز لقب هذا الشاعر وصفته ويورد اسمه ونسبه وعصره. أما ابن جني فقد أسهب في شرح لقب هذا الشاعر، ذكر أنه اسمه شهل ابن شيبان ثم وضح أنه لقب بالفند لعظم خلقته تشبيهًا بفند الجبل وهو قطعة منه، وبين أن جمع الفند أفناد، ثم انتقل فشرح "زمان" وبين احتمالات اشتقاقه مستطردًا كعادته في الحديث عن الأعلام المختومة بألف ونون مما يجهل أصل نونه هل هي زائدة أو أصلية وهل الاسم على وزن فعلان بحكم زيادة نونه أو فعال بحكم أصليتها، ثم انتقل بعد ذلك إلى شهل فأطال في شرحه وبيان اشتقاقه.

وفي اسم "أنيف بن زبان النبهاني" لم يقف صاحب هذا الشرح عند أنيف وإنما شرح زبان فقال: "زبان فعلان من الزبب وهو كثرة الشعر، ونبهان قبل يقظان".

ولا شك أنه نظر إلى المبهج حين قال هذا الشرح، ففي المبهج نجد قول ابن جني "أنيف تحقير أنف، ويجوز أن يكون تحقير أنف من قوله: "أو روضة أنفًا"، ويجوز أن يكون تحقير أنف وزبان للعلمية، فعلان من الزبب، وليس بفعال من الزبن، ألا تراه غير مصروف، ونبهان من الانتباه أو النياهة، فإذا كان من الانتباه فهو كقولهم في التسمية يقظان".

فأنت ترى أنه قد أفاد مما جاء في المبهج، ولكن في إيجاز واختصار واضحين يدلان على طريقته في معالجة هذا العصر وفق المنهج الذي رسمه لنفسه في عملية الشرح.

<<  <   >  >>