للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الخبر، وهذا يدل على أن أصحاب هذا المنهج لا يعرضون من الأخبار والقصص إلا ما يعين على فهم النصوص، يؤكد ذلك أننا وجدنا التبريزي يورد كثيرًا من أخبار الشعر ومناسباته نقلًا عن أبي رياش وهي أخبار لا نجدها في هذا الشرح بالرغم من أن صاحبه قد اعتمد أبا رياش مصدرًا من مصادره ورأى شرح التبريزي، كما أسلفنا.

جـ/ بحور الشعر وأضربه وقوافيه:

لم يهتم صاحب هذا الشعر بهذا العنصر اهتمامًا تامًا، إذ رأيناه في بداية عمله في الباب الأول من الاختيار، وهو الحماسة، يوضح في جملة من قطع هذا الباب بحر الشعر فقط دون أن يذكر نوع الضرب أو نوع القافية فهو مثلًا نراه يقول في صدر القطعة: "وقال أبو الغول الطهوي من الوافر" أو: "وقال الفرار السلمي من الكامل" أو "وقال محمد بن عبد الله الأزدي من الطويل وهو مخروم"، ولكنه لم يلتزم بهذا في جميع قطع الاختيار بأبوابه العشرة، وإنما ظل يذكر بحر كل قطعة حتى بداية الثلث الثالث من باب الحماسة تقريبًا، ثم عدل عن ذلك، فلم يعد يحدد البحر في القطع الأخيرة من باب الحماسة أو الأبواب التي تلته، وليس من تعليل في هذا المسلك لأنه إن لم يكن قد رأى شرح أبي العلاء المعري ذي الاهتمام بأوزان الشعر وأضربه وقوافيه فإنه على الأقل رأى شرح التبريزي وأفاد منه، كما رأى شرح زيد بن علي ونقل منه، وكلا الشرحين قد عني بهذا الجانب لاسيما التبريزي الذي أوضح بحور الشعر في هذا الاختيار عدا اثنتين وستين قطعة. فكان ينبغي عليه أن يفيد منهما في خدمة هذا العنصر، ولا ينبغي أن نعزو هذا إلى ناسخ الشرح لأن الناسخ إذا غفل عن ذكر البحر في بعض القطع فإن هذه الغفلة لن تقع منه في جميع الأبواب التسعة التالية للحماسة، ولو كان صاحب هذا الشرح من المتقدمين لعزونا

<<  <   >  >>