للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ثانيًا: أنه كثيرًا ما كان يكتفي برواية قطع الاختيار دون أدنى تعليق أو شرح، فهو مثلًا أورد ثلاث قطع متوالية في باب الحماسة دون أن يعقب عليها بكلمة واحدة. وفي باب النسيب أورد خمس قطع تباعًا دون تعليق، ووقع ذلك منه في باب الأضياف والمديح فقد أورد أربع قطع متوالية دون أن يعني بشرح شيء منها. هذا بجانب وجود قطع متفرقة في مختلف الأبواب، جاءت خالية من أدنى عمل، وهي كثيرة جدًا لا طائل لحصرها وتعدادها، ويكفي أن تنظر إلى باب مذمة النساء عنده لتجد أنه قد بلغ في روايته سبع عشرة قطعة اشتملت على ستة وستين بيتًا، كان حظها من تعليقاته اثني عشر سطرًا لا غير، غلبتها المطلقة في شرح المفردات، وهي خالية تمامًا من إيراد أي معنى من معانيها.

ثالثًا: أن تعليقاته على الأبيات كانت موجزة غاية الإيجاز، واقتصرت _كما أشرنا_ على شرح الألفاظ فقط، والأمثلة على ذلك كثيرة يصعب حصرها، منها على سبيل المثال ما جاء عنه في قطعة عاتكة بنت عبد المطلب التي جاءت في باب الحماسة، والتي لم يشرح منها سوى بيت واحد هو:

فيه السنور والقنا ... والكبش ملتمع قناعه

فقد فسر ألفاظه في إيجاز شديد قال: "السنور السلاح، والكبش رئيس القوم، وملتمع أي لامع، وقناعه يعني البيضة".

وكذلك قطعة سلمى الجعفي التي يرثي فيها أخاه، وهي من ستة أبيات لم يشرح منها سوى ثلاثة ألفاظ فقط، جاءت في البيت الذي يقول فيه سلمى:

فتى كان يعطي السيف في الروع حقه إذا ثوب الداعي وتشقى به الجزر

<<  <   >  >>