للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

قال: "الروع الفزع، وهو هنا الحرب، وثوب أشار بثوبه، والجزر جمع جزور".

رابعًا: أن عناصر الشرح التي تجلت لنا بوضوح في شروح الشراح ذوي المناهج الخمسة تبدو في هذا الشرح غير واضحة، ولا يدل العمل فيها على أدنى عناية تذكر، فعنصر تحديد أوزان الشعر وأضربه وقوافيه لا وجود له، وكذلك شرح أسماء الشعراء والأعلام. أما أخبار الشعر ومناسباته فلم يقع إلا في ثلاثة مواضع فقط. وفي عنصر اللغة كان عمله _كما ذكرنا_ مقصورًا على شرح المفردات في إيجاز مبالغ فيه، وكذلك لم نجد في النحو سوى عمل واحد جاء في بيت دريد بن الصمة الذي يقول فيه:

وعبد يغوث تحجل الطير حوله وعز المصاب حثو قبر إلى قبر

قال: "يروى بنصب المصاب وبرفعه، فمن رفعه جعل المصاب فاعل عز وجعل حثو قبر إلى قبر بدلًا منه، ومن نصب عنى به الرجل الذي أصيب".

ومثل النحو الرواية، فهي لا تطل علينا في ثنايا الشرح إلا نادرًا، والحديث فيها يقتصر على الإشارة إلى اختلافها فقط، مثل بيت سلمى بن ربيعة فقد رواه هكذا:

درت بأرزاق العفاة مغالق بيدي من قمع العشار الجلة

ثم أشار قائلًا: "ويروى دارت".

أما عنصر المعاني فهو الآخر قليل جدًا لا يقاس بأي عمل من أعمال الشراح الآخرين الذين وصلتنا شروحهم. وقد أدى عدم العناية بالمعاني إلى إهمال عنصر البلاغة تمامًا. أما النقد فلم نجد له فيه سوى وقفة واحدة لا قيمة لها.

<<  <   >  >>