للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وبناء على ما ذكرنا نرى أن هذا الشرح لا يمكن تصنيفه تحت أي منهج من المناهج الخمسة التي عرضناها في القسم الماضي وطبقنا عليها شروح الشراح، فليس فيه عمل الإبداعيين ولا عمل المتخصصين، ولا هو ينظر في شروح سبقته، يجمعها وينتخب منها، ولا يعمد إلى أعمال السابقين يتتبع مواطن زللها فيصلحها ويقومها، ولا يعني بجميع العناصر ليعرضها مهذبة مشذبة في اختصار وتسهيل، وإنما هو بالتحديد كتاب ضم شعر الحماسة مصححًا على يدي صاحبه مرتين، مرة أثناء قراءته على عبد السلام البصري، ومرة أخرى حين فكر في مراجعته وعمل تعليقات عليه في غريبة ومعانيه، هذا كل ما يظفر به الدارس لهذا العمل الذي سمي شرحًا من باب التجوز.

٢) شرح أبي رياش بن إبراهيم الشيباني:

هذا الشرح من الشروح المفقودة _كما مر بنا من قبل_، غير أن نقولات كثيرة وصلتنا منه، فقد أفاد منه أبو عبد الله النمري في عمله "شرح معاني كتاب الحماسة" الذي وصل إلينا مختصر عنه، ونقل عنه زيد بن علي في مواضع مختلفة من شرحه. كما نقل عنه التبريزي نقولات كثيرة جلها في أخبار الشعراء ومناسبات الشعر، هذا فضلًا عن أن البغدادي في الخزانة كان يورد أخبارًا وأقوالًا ينسبها إليه، الظن أنه أفادها من شرح التبريزي وغيره من شروح الحماسة التي ذكر في مقدمته أنها تحت يده.

ومن خلال وقوفنا على هذه النقولات يتبين لنا أن الرجل كان إخباريًا تاريخيًا من الطراز الأول، غذ أن هذه النقولات جاءت دالة على أن شرحه كان مصبوغًا بصبغة الأخبار أكثر من كونه شرحًا لنصوص الحماسة، ولهذا رأينا أبا العلاء المعري يبني

<<  <   >  >>