للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

البيت الثاني. أما البيت الثالث فإنه مقام بيتين من المتروك هما "أسكان بطن الأرض" و "فيا ليت من فيها"، وأما البيت الرابع فإنه يقوم مقام الأول المتروك".

فمثل هذا العمل لم نجده لدى شارح من شراح الحماسة لأنهم لم يحاولوا الرجوع إلى الأصول إلى في القليل النادر الذي كان قصدهم منه فحص الرواية في بيت من الأبيات لا البحث فيما اختاره أبو تمام، ولو فعلوا ذلك ووقفوا على ما أسقطه أبو تمام من شعر الشعراء في قصائدهم التي كان ينتحل منها، ورووا لنا هذا الشعر المتروك- وإن لم يناقشوه- لأتاحوا لنا فرصة التعرف بجلاء على عمل أبي تمام في الاختيار والنظر فيه وفق هذا النحو الذي سلكه ابن الأثير.

ونحن لا ننكر أن جماعة من رواة الحماسة أو شراحها قد حاولت أن تضيف على ما اختاره أبو تمام في شعر في الحماسة مما وجدت في الكتب أو الدواوين، وهو ما نفسر به عادة الزيادات التي تؤدي إلى اختلاف الرواية في متون الشراح حين نجد تفاوتًا في عدد أبيات القطع لدى شارح وآخر، غير أن هذه الجماعة لم تكن تشير إلى هذه الإضافات وتدل عليها بل كان الواحد منها يورد ما يورده كأنه من اختيار أبي تمام، أو هكذا وجده في النسخ التي اعتمدها في عمله، ومن هنا كان صنيع هذه الجماعة مشكلًا آخر أدى إلى اختلاف في عدد أبيات القطع التي اختارها أبو تمام فضلًا عن المشكل الناجم عن اختلاف ألفاظ الأبيات على أكثر من وجه في روايات هؤلاء الشراح.

ب- تغاضيهم عن قضية النحل في متن الحماسة:

وهي ظاهرة كان السبب في لفت نظرنا إليها قطعتان من الحماسة إحداهما في باب الرثاء وهي اللامية المعروفة بلامية العرب، والتي نسبها أبو تمام إلى تأبط شرًا، وقيل: إنها لابن أخته في رثائه، ونسبها أبو الفرج في الأغاني والشريف المرتضى

<<  <   >  >>