للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فأدرك طريدته وهو ثان من عنان فرسه، لم يضر بسوط ولا مراه بساق ولا زجره.

هكذا كان الحال في شرح الشعر، يتمثل في شرح كلمة أو صورة طريفة أبدع فيها الشاعر فأتى بجديد غير مألوف. فلما جاء الإسلام كانت الحاجة إلى شرح الشعر مثل سابقتها لم تتجاوز في مطلبها سوى تفسير كلمة أو وقوف على خبر يتصل بالشعر ذاته أو قائله، ومن ذلك ما روي عن - النبي صلى الله عليه وسلم- أنه سمع في يوم بدر عدي بن أبي الزعباء وهو يرتجز:

أنا عدي والسحل أمشي بها مشي الفحل

فلما انجلت الغزوة بانتصار المسلمين ناداه الرسول الكريم وسأله "وما السحل؟ " قال: الدرع، فقال صلى الله عليه وسلم: "نعم العدي عدي أبي الزغباء".

غير أننا يجب أن نسجل هنا أنه منذ أن اكتمل نزول القرآن الكريم والتحام المسلمين به عربًا وغير عرب، احتاج إلى معرفة معاني آياته وتبيان ألفاظه ودلالاتها، وكان في هذا الاحتياج مؤشر ضخم للعناية بالشعر والإفادة منه في تفسير

<<  <   >  >>