للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حتى جعلوه لكل ما يتعجب منه. وقيل: بل معناه: لله لبان أمك، الذي غذاك وأرضعك. قال الفراء: وقد تتكلم العرب بها بغير الله فيقال: در درك، عند الشيء يمدح به. وأنشد:

در در الشباب والشعر المسود ... والضامرات تحت الرحال.

وقولهم: فلنا يخبط عشواء.

والتقدير: يخبط خبط عشواء، فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه.

والعشواء: الناقة التي لا تبصر بالليل. فهي تطأ كل شيء.

والمثل المستعمل قديما: أخبط من عشواء.

وقولهم: إنما لي من المدي فولة.

لا يذكرون المدي في شيء من كلامهم إلا في هذا المثل وحده، ولا يعرفون مقداره، والمدي في هذا الموضوع أحسن وأبلغ فيما يريدونه من تقليل الحظ، من المد، لأن المدى على ما ذكره الخطابي مكيال لأهل الشام. ويقال إنه يسع خمسة عشر مكوكا، والمكوك صاع ونصف، فيكون المدي على هذا خمس عشرة ثمنة.

قال: فأما المد فهو ربع الصاع. ويقال: إنه مقدر بأن يمد الرجل يديه فيملأ كفيه طعامًا، ولذلك سمي مدًا.

قال المفضل: وقولهم: وافق شن طبقة، قال ابن الكلبي: طبقة: قبيلة من إياد كانت لا تطاق، فأوقع بها شن. وهو شن بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسعد، بن ربيعة بن نزار، فانتصف منها وأصاب فيها. فضربتا مثلا للمتفقين في الشدة وغيرها. قال الشاعر:

لقيت شن إيادا بالقنا ... طبقا وافق شن طبقه

<<  <   >  >>