للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإنما الكلام: لا فارق سوادي سواده أي شخصي شخصه. وفي الحديث: أن معاذ بن عمرو بن الجموع، أو معاذ ابن عفراء، قال لعبد الرحمن بن عوف، يوم بدر: يا عم هل تعرف أبا جهل؟ قال نعم: ما حاجتك إليه؟ قال: أخبرت أنه يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده: لئن رأيته لا فارق سوادي سواده حتى يموت الأعجل منا.

وقولهم: دعوت الناس فجاءني الأسود والأبيض.

والذي تقول العرب: جاءني الأسود والأحمر والأسود هو العربي والأحمر هو العجمي.

قال المفضل: وقولهم ما كان نولك أن تفعل ذلك.

قال أبو عبيدة: النول والنوال. الصلاح، أي ليس ذلك بصلاح لك، وقال الأخفش: النول والنوال الحظ، أي ما ذلك بحظ لك وغنيمة.

وقولهم: فت في عضده.

العضد: القوة. والفت: الكسر، من قولهم: فتت الشيء إذا كسرته. ومعنى في: من فالمعنى: كسرت من قوته.

وحروف الصفات يقوم بعضها مقام بعض، وقال امرؤ القيس:

وهل ينعمن من كان أقرب عهده ... ثلاثين شهرا في ثلاثة أحوال

أي من كان أقرب عهد بالرفاهية ثلاثين شهرا من ثلاثة أحوال. وهذا قول الأصمعي. قال المفضل: وتكون في بمعنى مع في هذا البيت.

ويقال: العضد: الأعوان وحكى النضر بن شميل: رجل عضد، إذا كان له أعوان يعضدونه.

فكأن المعنى: فت فيهم خذلانه، أي فرقه فيهم. وتكون في ها هنا أيضا بمعنى من كأنه قال: فت منهم، أي كسر منهم، وضعف نياتهم.

قال ابن النحاس: العضد ها هنا تمثيل يراد به القوة، كما أن الأزر:

<<  <   >  >>