للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولا أرجى ما حييت رفدها

ثم عمد إلى قوسه فكسرها على حجر. فلما أصبح أبصر الأعيار الخمسة مصرعة حوله، وأسهمه مضرجة. فندم فشد على إبهامه فقطعها تلهفا، وأنشد يقول:

ندمت ندامة لو أن نفسي ... تطاوعني إذا لقطعت خمسي

تبين لي سفاه الرأي مني ... لعمر أبيك حين كسرت قوسي

وقال الفرزدق، يضرب به المثل:

ندمت ندامة الكسعي لما ... غدت مني مطلقة نوار

وكانت جنتي فخرجت منها ... كآدم حين أخرجه الضرار

ومن أجل نوار قال الفرزدق البيت الذي يتمثل به الناس ولا يعرفون تأويله:

ليس الشفيع الذي يأتيك مؤتزرا ... مثل الشفيع الذي يأتيك عريانا

وذلك أن النوار بنت أعين وكلت الفرذدق لقرابته منها، ليزوجها فلما حضر الشهود، وأشهدتهم على ذلك، قال اشهدوا أني قد تزوجتها على مائة ناقة. فكرهته وأبت أن تمضي ذلك وشخصت إلى ابن الزبير تستعديه عليه، ورحل هو خلفها إلى ابن الزبير فاتى حمزة بن عبد الله بن الزبير يستشفع به إلى أبيه، وقال فيه:

أمسيت قد نزلت بحمزة حاجتي ... إن المنوه باسمه الموثوق

وأتت النوار ابنة منظور بن زبان، امرأة حمزة بن عبد الله بن الزبير تستشفع، فكلم حمزة أباه في الفرزدق وكلمته امرأته في النوار. فقضى

<<  <   >  >>