للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عبد الوهاب فى إنشاء مسجد بسيط لم يسمح بفرش أرضيته بالسجاد، وفى هذا المسجد ألقى دروسًا من كتابه الذى يحمل عنوان (كتاب التوحيد الذى هو حق اللَّه على العبيد)، وكان يدرب الأتباع أيضًا على استخدام الأسلحة النارية، وسرعان ما دخل أنصار الدعوة الجديدة فى حروب مع شيخ الرياض دهّام بن دوّاس واستمر هذا الصراع المسلح الذى بدأ سنة ١١٦٠ هـ/ ١٧٤٧ م ثمانية وعشرين عامًا. وخلال هذه الفترة كان ابن سعود وابنه عبد العزيز -الذى أثبتت الأحداث أنه قائد عسكرى قدير- يكسبون أرضا جديدة ويوسعان قاعدة الدولة ولم يحدث أن تراجع ابن سعود أو خسر ارضا لحساب خصمه إلّا فى حالات قليلة، وكان من الأعمال الثابتة التى يقوم بها ابن سعود وابنه عبد العزيز، هو أنهما -عند الاستيلاء على موضع أو قرية- يقومان بإنشاء حصن غير بعيد عن القلعة الأصلية، ويحيطان الحصن بخندق إذا كانت طبيعة التربة تسمح بذلك. وكان يشغل هذه الحصون رجال أشداء أطلق عليهم اسم الأمناء، وكانوا يتقاضون أجورًا عالية. وفى المناطق الواسعة كان ابن سعود يعين قاضيًا ومفتيًا، وفى المناطق الأقل اتساعًا كان يكتفى بتعيين قاض. وتوفى ابن سعود سنة ١١٧٨ هـ/ ١٧٩٥ م وخلفه ابنه عبد العزيز الذى واصل تمسكه بالشيخ محمد بن عبد الوهاب كمرشد دينى، وفى العام التالى أرسل عبد العزيز بعثة إلى شريف مكة وجرى نقاش بين العلماء من كلا الطرفين حول مسائل العقيدة وانتهى النقاش بأن العقائد السلفية (الوهابية) متفقة مع مذهب الإمام أحمد بن حنبل. وفى سنة ١١٨٧ هـ/ ١٧٧٣ م استولى عبد العزيز على الرياض وهرب منها عدو الدعوة دهام بن دواس، وهكذا أصبح عبد العزيز هو السيد المطاع فى كل نجد من القصيم فى الشمال إلى الخرج فى الجنوب، وقد أظهر سعود ابن عبد العزيز بن سعود مهارة حربية كوالده وجده فجعله أبوه على رأس عدة حملات. وفى هذه الأثناء توترت العلاقات مع شريف مكة سرور الذى منع السلفيين (الوهابيين) من أداء فريضة الحج، لكنه -على أية حال-