للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة يوسف، آية ٤٥) أو "الجيل"، وهذه نجدها فى القرآن أيضاً (سورة الزخرف آية ٢٢ وما بعدها). وقد تكون الكلمة الأجنبية دخلت لغة العرب فى زمن متقدم بعض الشئ (انظر ما يقوله هوروفتز عن نقش الصفا. رقم ٥٢، ص ٤٠٧). ومهما يكن من شئ فإن محمداً [- صلى الله عليه وسلم -] أخذ هذه الكلمة واستعملها وصارت منذ ذلك الحين لفظاً إسلامياً أصيلا (١) *.

والآيات التى وردت فيها كلمة أمة -وجمعها أمم- فى القرآن مختلفة المعنى بحيث لا يمكن تحديد معناها بالتدقيق. على أنه مما لا شك فيه أنها تدل دائماً على فئة أو طائفة من الناس تربطهم أواصر الجنس أو اللغة أو الدين، وهم داخلون فيمن سيحاسبهم الله على ما كسبوا فى هذه الحياة. ونجد دلائل تؤيد هذا المعنى حتى فى الآيات التى وردت فيها كلمة أمة من غير نسبة إلى شئ ما مثل آية ١٦٤ من سورة الأعراف؛ وآية ٢٣ من سورة القصص.

ويطلق لفظ الأمة للدلالة على الجيل فى آيات متفرقة (سورة الأعراف، آية ٣٨؛ وسورة فصّلت، آية ٢٥؛ سورة الأحقاف، آية ١٨)، بل وعلى جميع الكائنات الحية (سورة الأنعام، آية ٣٨). ويراد بهذا اللفظ دائماً عند إطلاقه على هذه الكائنات أنها داخلة فيمن سيحشرون للحساب وأنها أهل للجزاء.

وأطلق لفظ الأمة شذوذاً فى آية واحدة (سورة النحل، آية ١٢٠) للدلالة على فرد هو إبراهيم [عليه السلام]. ومعنى لفظ الأمة هنا أيضاً الإمام كما يقول علماء اللغة. أو أن إبراهيم [عليه السلام] سمى أمة بصفته رئيس الجماعة التى أنشأها؛ وذلك بإطلاق لفظ الكل على الجزء، وفيما عدا هذا يدل لفظ الأمة دائماً على جماعات كبيرة، أو على الأقل على جماعات تنطوى فى غيرها أكبر منها (٢).

وقد أرسل الله لكل أمة رسولا (سورة الأنعام، آية ٤٢؛ سورة يونس، آية ٤٧؛ سورة الرعد، آية ٣٠؛ سورة النحل آية ٤٣، سورة المؤمنون، آية ٤٤ و ٤٥؛ سورة العنكبوت، آية ١٨؛ سورة غافر آية ٥) أو نذيراً (سورة فاطر، آية ٢٤ و ٤٢) يهديهم إلى الصراط المستقيم. ولكن هؤلاء الرسل


(*) الهوامش تلى المقال فى التعليق.