للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في زعامة عبد الأشهل. وقد ظل عبد الله بن أبي حتى حصار المدينة على الأقل (٥ هـ = ٦٢٧ م) يحاول أن يحول دون نمو سلطان النبي [- صلى الله عليه وسلم -] ولكن الآخرين ربطوا مصيرهم بالنبي بعد يوم بدر. وفي اجتماع لمناقشة "حديث الإفك" الذي دار حول (السيدة) عائشة، كان من الواضح أن سيد الخزرج قد أصبح هو سعد بن عبادة، ولا شك في أنه قد اعترف به بعد ذلك، أي بعد وفاة سعد بن معاذ، زعيما للأنصار كلهم، وظل هؤلاء من أركان سلطان النبي محمَّد [- صلى الله عليه وسلم -]، وإن كان قد حدث حوالي غزوة تبوك سنة ٩ هـ (م ٦٣٠) أن تردد فريق صغير منهم نحوه.

وأخذت المشاحنات القديمة بين الأنصار تنمحي من الأذهان رويدا رويدا أثناء إقامة النبي [- صلى الله عليه وسلم -] في المدينة، وأخذ الأنصار يحسون بأنهم وحدة واحدة وخاصة حيال المهاجرين الذين قلما كانوا يصهرون إليهم. وكانت الفرقة بين الأوس الخزرج عاملا له شأن عابر في تاريخ متأخر يرجع إلى الاجتماع الذي عقد بعد وفاة النبي [- صلى الله عليه وسلم -] وبويع فيه أبو بكر بالخلافة، ولكن لم يسمع شيء عن هذه الفرقة من بعد. واضمحل نفوذ الأنصار عقب الفتوح بالرغم من مقامهم الجليل بين طبقة الأشراف الإِسلامية الجديدة. وقد عارض معظمهم عثمان وأيد عليا. ثم كان من أمرهم بعد ذلك أن أصبحوا "معارضة من أهل التقى" للأمويين وانتصروا للعباسيين. على أن الأنصار كانوا قبل تولى العباسيين مقاليد السلطة قد اندمجوا إلى حد كبير في آل قريش وغيرهم من القبائل التي استقرت في المدينة.

المصادر:

(١) ابن هشام. (٢) ابن سعد، جـ ٣، قسم ٢. (٣) Annuli: Caetani: جـ ١، ١/ ٢.

(٤) Mhannned at Medina: W. Montgomery Watt, أوكسفورد، سنة ١٩٥٦.

خورشيد (وات- W. Montgomery Watt) .