للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الخليفة ووزيره ترضع ابنة الأخرى (الطبري، ج ٢، ص ٨٤٠). وبعد عام ١٣٢ هـ الموافق ٧٤٩ - ٧٥٠ م أسند إلى خالد الإشراف على ديوان الخراج. وتقول بعض المصادر إنه كان يلقب بالوزير وقتذاك (المسعودي: التنبيه والإشراف، ص ٣٤٠ - ٣٤٢ Frag. Hist Arab, طبعة ده غويه، ص ٢١٥، ص ٢٦٨) ويظهر أنه كان أول الكتاب الذين حملوا لقب الوزارة. ولم يذكر الوزير أبو سلمة على أنه أول "وزير لبيت محمَّد" بين الكتاب. ولعله كان وزيرًا بالمعنى الذي يفهم من هذه الكلمة في القرآن (سورة طه، آية ٢٩ وما بعدها) أو بالمعنى الذي ورد على لسان أبي بكر في المصادر التاريخية (الطبري، ج ١، ص ١٨١٧، س ٦٦, ص ٢١٤٠، س ١١). بل لم يكن خالد نفسه وزيرًا بالمعنى الذي كانت تحمله هذه الكلمة فيما بعد. ولم تقف شهرته عند القدرة في الحكم والسداد في المشورة بل تعدت دلك إلى البراعة في الحرب. وانضم تحت لواء أبي مسلم وقائده قحطبة بن شبيب مناصرًا آل محمَّد ومحاربًا دولة بني أمية. واستعمل على طبرستان بين عامي ١٤٨ هـ (٧٦٥ م) و ١٥٢ هـ (٧٦٩ م) وخرّب أثناء دلك مَصْمَغَان في جبل دَمَاوَنْد (Eranshahr: marquart, ص ١٣٨) ويقال إن أهل طبرستان بعد هذا الانتصار نقشوا على دروعهم صورة خالد وسلاحه (ابن الفقيه، ص ٣١٤). وفي عام ١٦٣ هـ (٧٧٩ - ٧٨٠ م) ظهرت براعتة الحربية في الاستيلاء على صمالو، وهو من حصون الروم, مع أنه كان قد طعن في السنن (الطبري، ج ٣، ص ٤٩٧).

وأول ما نجد خالدًا يشير على الخليفة المنصور في قصة تخطيط بغداد عام ١٤٦ هـ الموافق ٧٦٣ - ٧٦٤ م, وفي تنازل عيسى بن موسى عن حقه في ولاية العهد عام ١٤٧ هـ الموافق ٧٦٤ - ٧٦٥ م. وتنسب له مبان كثيرة ببغداد، كما ينسب له تخطيط مدينة المنصورة في طبرستان أثناء ولايته عليها؛ وقد نصب قبيل وفاة المنصور عاملا على الموصل بعد أن طلب إليه الخليفة أن يدفع ٢.٧٠٠.٠٠٠ درهم، كما نصب ابنه يحيى على آذربيجان.