للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

لإلحاق مبحث الإمامة بعلم الكلام ليردوا على عقائد الشيعة فيها ما دام هؤلاء قد جعلوها من عقائد الإيمان (١). وقد فصل سعد الدين التفتازانى القول في إيراد حجج الشيعة والرد عليها (٢) كما فعل أمثاله من محققى علماء الكلام، فمن السهل الرجوع إلى ذلك في مواطنه.

خاتمة:

تلك كلمة عن علم التوحيد أو الكلام ونشأته وعوامله وتطوراته التي بها، وأشهر فرقه، وأصول كل فرقة منها. بقى إن نشير إلى رأى رجال الدين في هذا العلم بعد ما رأوا ماجره من فرقة وخلاف أمرهما معروف.

لما اتصل المسلمون بالفلسفة اليونانية ونقلت كتبها للغة العربية أقبل عليها المسلمون إقبال الفهم، فمنهم من أخذ منها ما يصلحه ودينه، ومنهم من أعطى لعقله كامل حريته فلم ير للتفكير حدودًا يقف عندها إلا حدود المنطق. وكان من ذلك -كما رأينا- أن اختلط علم الكلام بالفلسفة اختلاطًا كبيرًا أضر بالعقيدة، فكرهه كثير من رجال الدين ورأوا تحذير العامة منه. إلا أن منهم من غلا في هذا غلوًا كبيرًا.

يروى ابن الجوزي المتوفى عام ٥٩٧ هـ عن الشافعي أنه قال: "لأن يبتلى العبد بكل ما نهى الله عنه ما عدا الشرك- خير له من أن ينظر في علم الكلام"، كما يروى عن أحمد بن حنبل أنه قال: "لا يفلح صاحب الكلام أبدًا، علماء الكلام زنادقة (٣) " والمقريزى المتوفى عام ٨٤٥ هـ يذكر في فصل عقده لبيان الحال في عقائد المسلمين إلى أن انتشر مذهب الأشعرى، أنه تبع المعتزلة في بدعهم خلق كثير فنهى أئمة الإسلام عن مذهبهم وذموًا علم الكلام وهجروا من ينتحله (٤). ونفس المؤلف يختم هذا الفصل بقوله: "فهذه جملة من


(١) المقاصد جـ ٢ ص ١٩٩
(٢) نفسه جـ ٢ ص ٢١٠ وما بعدها.
(٣) تلبيس إبليس، مطبعة النهضة بمصر سنة ١٩٢٨ م ص ٨٢ - ٨٣ ومفتاح السعادة ومصباح السيادة لطاش كبرى زاده جـ ٣ ص ٢٦.
(٤) الخطط، طبع مصر سنة ١٣٢٦، جـ ص ١٨٣