للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

كما أن القول باشتقاقها من كلمة genius لا يستبعد كثيرا. والقول بأن لكل مكان إلها خاصا به: - Naturalem deem uni uscuiusque loci (Serv. Verg ج ١، ص ٣٠٢) يعبر ادق تعبير عن شدة ارتباط الجن بأماكنهم الخاصة بهم (١) (انظر Noeldeke: المعلقات، ج ١، ص ٧٨، ٦٤؛ ج ٢، ص ٨٩، ٦٥) وأنهم كانوا في بلاد العرب في عهدها القديم أشبه بالآلهة (Religion: Robertson Smith of Semites ص ١٢١).

ومفرد جنَّ جِنِّى، وتستعمل كلمة "جان" مرادفة لكلمة "جن" (Lex-: Lane icon، ص ٤٩٢ والغول والعفريت والسعلاة من الجن. وثمة رأى إثيوبى يقول بوجود ارتباط بين الجنِّ والغول والعفريت والسعلاة (Neue: Noeldeke Beitraege، ص ٦٣).

ودراسة الجن تنقسم بطبيعة الحال ثلاثة أقسام، وإن كانت بالضرورة تتداخل بعضها في بعض:

١ - كان الجن في رأي عرب الجاهلية حوريات الصحراء وغيلانها، ذلك الجانب من حياة الطبيعة الذي يصيب الإنسان بالشر ولم يستطع بعد أن يخضعه لسلطانه (انظر عن هذا الكتاب Robertson السابق ذكره؛ وانظر Noeldeke عن العرب القدماء في Hass- of Religion and Ethics: stings . Encycl, ج ١، ص ٦٦٩ وما بعدها؛ : Wellhausen Daemonen . bei d.: Van Vloten Reste alt Arabern في Wiener Zeitschr. f. Kunde . V des Morgenl ج ٧، ٨ , وقد أفاد مما ورد في كتاب الحيوان للجاحظ). أما في عهد النبي [صلى الله عليه وسلم] فقد أخذوا ينظرون إليها نظرة غامضة خفية، [ومن قبله] جعل المكيون بين الجن والله نسبا (انظر سورة الصافات، الآية ١٥٨)، وجعلوا لله شركاء الجن .. (سورة الأنعام، الآية ١٠٠) وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا (سورة الأنعام،


(١) هذا كلام لا دليل عليه. ولم يبن علي بحث علمي، وادعاء أن كلمة "جن" مشتقة من لغة) أجنبية ادعاء غير صحيح، وقد بينت مرارا أن لغة العرب من أقدم اللغات. وأما الوثنية التي يشير إليها الكاتب فقد جاء الإسلام لهدمها وإبطلها.
أحمد محمد شاكر