للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الحسين بن على بن أبى طالب]

حفيد النبى عليه الصلاة والسلام وابن فاطمة، وقد اشتهر بالثورة التى قام بها وانتهت بمأساة فى كربلاء فى العاشر من المحرم سنة ٦١ هـ الموافق أكتوبر سنة ٦٨٠ م.

طفولته وشبابه: ولد الحسين بالمدينة فى شعبان سنة ٤ (يناير سنة ٦٢٦) على قول أغلب المصادر وكان بعد طفلًا عندما أدركت النبى عليه الصلاة والسلام المنية، ومن ثم لم يتيسر أن يبقى فى ذاكرته إلا القليل عن جده [- صلى الله عليه وسلم -]. وهناك عدد من الأحاديث تذكر العبارات الحانية التى قالها النبى عليه الصلاة والسلام فى حفيديه "من أحب الحسن والحسين فقد أحبنى ومن كرههما فقد كرهنى" و"الحسن والحسين سيدا شباب لم هل الجنة" (وهذا القول مهم جدًا فى نظر الشيعة، ذلك أنهم اتخذوه مبررًا من المبررات الأساسية لحق سلالة النبى فى الإمامة، و"سيدا شباب أهل الجنة" من الألقاب التى تطلقها الشيعة على الأخوين). وثمة أحاديث أخرى تمثل محمدًا عليه الصلاة والسلام وعلى ركبتيه حفيداه, وعلى كتفيه أيضا، بل على ظهره وهو ساجد فى صلاته (وابن كثير، جـ ٨، ص ٢٠٥ - ٢٠٧, قد جمع عددًا لا بأس به من هذه الروايات استقاها فى معظمها من أسانيد ابن حنبل والترمذى). وقد أضاف عدد من المحدثين إلى هذه المشاهد القليلة الشائقة الحية بعض التفصيلات التى تبدو فى عين غير المسلم عجيبة وكذلك حين تشمل هذه التفصيلات ملائكة متخيلة لا تظهر بهذا المظهر المتخيل لدى المسلمين الذين يؤمنون بتردد جبريل كثيرًا على النبى عليه الصلاة والسلام (١). ومن ثم يبدو أثر الشيعة ظاهرًا فى غير ذلك من الروايات التى سوف نذكرها عند الحديث عن قصة الحسين فى هذه المادة. وقد عاش الحسين أيام شبابه فى ظل أبيه يطيع أوامره (انظر المسعودى: مروج الذهب جـ ٤, ص ٢٧١, ٢٧٩, ٢٨١ وغير ذلك من الصفحات) ويشارك فى حروبه.


(١) هذا رأى غير المسلمين، ويلاحظ فى هذا الصدد أن جميع الأديان السماوية تؤمن بالملائكة.
اللجنة