للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وبعد وقوع الحملة الأولى للجنود الشآمية على مصر سنة ٥٥٩ هـ (١١٦٤ م) أقطع نور الدين الأمير إسفهسلار أسد الدين شيركوه حمص هى والرحبة وتدمر، وكان ذلك هو منشأ الأسرة الأسدية الحاكمة فى حمص. وتوفى شيركوه سنة ٥٦٤ هـ (١١٦٩ م) واسترجع نور الدين المدينة من ابنه ناصر الدين محمد ومنحها أميرًا آخر.

وفى منتصف سنة ٥٧٠ هـ (أوائل سنة ١١٧٥ م) استولى صلاح الدين على حمص وحماة. وأعاد صلاح الدين تنظيم شمالى الشام بعد ذلك بأربع سنين فردّ حمص لابن عمه ناصر الدين محمد بن شيركوه. وبعودة الأسرة الأسدية إلى حكم حمص أخذت على عاتقها رد فرنجة طرابلس الذين كانوا يزيدون من غاراتهم على الإقليم الغنى بالمزارع حول حمص حيث كانوا يفرون إليه بجيادهم. ولاحظ ابن جبير الذى مر بحمص سنة ٥٨٠ هـ (١١٨٥ م) أن الأسوار المحيطة بحمص كانت فى حالة جيدة.

وفى سنة ٥٨١ هـ (١١٨٦ م) خلف الملك المجاهد أسد الدين شيركوه الثانى أباه فى حمص. وفى سنة ٦٠٢ هـ (١٢٠٥ م) قاتل هذا الملك المجاهد الاسبتارية فرسان حصن الأكراد وفى سنة ٦٠٤ هـ (١٢٠٧ م) لم يجد بدًا من الاستنجاد بأمير حلب الأيوبى الملك الظاهر غازى. وفى السنة التالية تولّى الملك المنصور إبراهيم القيادة فى حمص، فاضطر عدة مرات إلى رد البروفنساليين أصحاب طرابلس واسبتارية حصن الأكراد، وأراد أن يزيد دفاعه تمكينًا فأشرف على دعم أسوار المدينة ورمم الباب المسدود.

وفى سنة ٦٢٣ هـ (١٢٢٦ م) شاركت حمص فى الصراع الذى دار بين الأمراء الأيوبيين، فكان إبراهيم حليفًا للملك الأشرف صاحب حلب. وهوجمت المدينة على يد المعظم عيسى أمير دمشق.

وفى سنة ٦٤٠ هـ (١٢٤٢ م) استعان إبراهيم بجنود من حمص للتغلب على الخوارزمية الذين قدموا من